العمود الفقري لعملية التعليم.. المعلم باقٍ رغم “كورونا”

شام تايمز – مارلين خرفان

أرجعت بعض الأمم فشلها أو نجاحها في الأزمات إلى المعلم وسياسة التعليم، كما أنها أرجعت تقدمها في مجالات الحضارة والتطور إلى سياسة التعليم أيضاً، وعلى مر العصور لم تتغير نظرة التبجيل للمعلم على اعتبار أنه يحمل رسالةً مقدسة فمهنة التعليم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية تعد الركيزة الأساسية في بناء الوطن والمواطن.

ووسط الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والانتشار الحاد لوباء “كورونا” لم يعد دور المعلم في سورية مقتصراً على التلقين ونقل المعرفة والتربية والتنشئة السليمة فحسب، بل تعدى دوره كناشر للتوعية من مخاطر انتشار “الفايروس” وكذلك في تنفيذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من العدوى، ما ساهم بحماية أبناءنا واستمرار العملية التعليمية.

وبما أن المعلم هو محور العمل في المؤسسات التربوية وعمودها الفقري، فقد أدى مسؤولياته الجديدة بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة، وهذا ما رأيناه خلال فترة الحجر الصحي وإيقاف فترة الدوام المدرسي ابتداءً من 14 آذار العام الماضي وحتى 2 نيسان، ورغم أن التعليم عن بعد يعد ترفاً على اعتبار أن التقنيات الضرورية المطلوبة ليست متوفرة عند غالبية الطلاب بسبب الأوضاع المعيشية، إلا أن هناك تجارب كثيرة، وصفت بالناجحة، لمعلمين ومعلمات أجروا فيها مجموعات على تطبيق “واتس اب” وكان المعلمين والمعلمات يتواصلون مع الطلاب لتعويض الفاقد التعليمي.

وفي 26 نيسان أقرت الحكومة نقل جميع طلاب الصفوف الانتقالية في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي إلى الصف الأعلى، وطلب مجلس الوزراء من وزارة التربية وضع خطة لتعويض الفاقد التعليمي للطلاب مع بداية العام الدراسي المقبل، كما طلب مجلس الوزراء من وزارتي التربية والصحة التنسيق لتحديد الموعد المناسب لإجراء امتحان شهادتي “التعليم الأساسي” و”الثانوية”، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة الطلبة، من خلال زيادة عدد مراكز الامتحانات، وتحقيق التباعد المكاني بين الطلبة، وتحقيق شروط السلامة الصحية لجميع الطلاب.

وفي 20 آب 2020 أصدرت وزارة التربية “البروتوكول الصحي للعودة إلى المدارس” تمهيداً لبدء العام الدراسي الجديد وفق متطلبات الحفاظ على سوية التعليم في سورية، مع ضمان صحة وسلامة التلاميذ والطلاب والعاملين في الحقل التربوي في ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

ومع بداية الموسم الدراسي برز دور المعلم في التوعية من مخاطر الوباء وذلك بالتركيز على النظافة الشخصية للطلاب، وتكرار التعقيم وارتداء الكمامة، وذلك لحماية الطلاب وحماية أنفسهم.

وأوضحت مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية “هتون الطواشي” في 5 تشرين الأول 2020، أن الإصابات بفيروس كورونا وصلت في المدارس إلى 101 حالة إيجابية من بين 446 مسحة أُخذت للطلاب والكوادر التربوية، بحسب صحيفة “الوطن”.

ووفقاً لما ذكرته “الطواشي”، بلغ عدد الإصابات بين الطلاب 56 إصابة، و45 إصابة بين المعلمين والإداريين، إضافة إلى تسجيل حالتي وفاة لمستخدمة في دمشق ومعلم في محافظة اللاذقية.

وفي 15 آذار الحالي نفت مديرية الصحة المدرسية في وزارة التربية إغلاق المدارس، بعد ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) فيها.

وقالت مديرة الصحة “هتون الطواشي”: إن “هناك زيادة بعدد الإصابات المسجلة في المدارس بفيروس “كورونا” لتصبح 67 إصابة، موضحة أن الإصابات شملت مدارس في مناطق صحنايا، وباب توما، ومشروع دمر، وفقاً لإذاعة “شام إف إم”.

وأكدت أنه لا نية لإغلاق المدارس خلال الوقت الحالي، مضيفة أن الإغلاق يسبب فاقداً تعليمياً كبيراً لا يمكن تلافيه، وأن قرار الإغلاق يعود إلى وزارة الصحة وجهات أخرى.

شاهد أيضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف تموضعات ‌‏مستحدثة للعدو الإسرائيلي

شام تايمز – متابعة أعلنت المقاومة الوطنية اللبنانية استهداف تموضعات ‌‏مستحدثة للعدو الإسرائيلي غرب مستوطنة …