معلمون قارعوا الظروف فكانوا جنداً أوفياء

شام تايمز – حسن عيسى

لم توفّر سنوات الحرب العشر التي فُرضت على سورية، قطاعاً إلّا وأنهكت كاهله وضربت بنيته التحتية ونخرت كيانه وكينونته، فكان لقطاع التعليم نصيبٌ كبير من هذه المعمعة التي أصبح للمعلمين فيها دورٌ في رسم ملامح الوطن بالطباشير، وحراسة أحلام آلاف الطلاب ومستقبلهم من العطب الذي أصاب بلداً بأكمله.

وخلال سنوات الحرب، رابط المعلمون على خط المعرفة في سبيل تخفيف ارتداداتها على الناشئة، فكانوا ولسنواتٍ عدة يتحدون كل الظروف التي تسببت بها، حتى يحفظون الأجيال من أن تغدو مستقبلاً قابلاً للتفخيخ.

وتمثّلت تلك التحديات التي واجهها معلمو سورية خلال السنوات العشر الماضية، في إصرار البعض منهم على إكمال ما يُمليه عليهم واجبهم المهني والإنساني، بالسعي لإيصال فكرهم ومعرفتهم عبر الذهاب للمدارس التي يعملون بها في ظل وضعٍ أمنيٍّ صعب، مما عرّض الكثير منهم لقذائف وتفجيرات الغدر والإرهاب، التي كانت سبباً في خسارة بعضهم لحياته والبعض الآخر لجزء من جسده، لكن من دون أن يصبح ذلك عائقاً أمام إكمال باقي مشوارهم.

أستاذ الفلسفة “وليد شهابي” كان أحد الأمثلة لتلك التحديات، حيث أوضح في حديثه لـ “شام تايمز” أنه أُصيب عام 2012 إثر سقوط قذيفة هاون بالقرب من المدرسة التي كان يُعلّم بها في منطقة التجارة وسط العاصمة دمشق، لافتاً إلى أنه تعرض لجروح بليغة نتيجة الشظايا التي دخلت جسده والتي ما يزال معظمها مستقر فيه حتى اليوم.

وأشار “شهابي”، 50 عام، إلى أنه بقي لحوالي شهر تحت العلاج لكنه استمر بمتابعة طلابه في المدرسة، وذلك بمساعدة الإدارة التي سارعت لتقديم الكثير من التسهيلات له، مبيناً أن وضعه الصحي ما يزال مستقر حتى اليوم، وأنه يتابع عمله على أكمل وجه.

ورغم ألم مثل هذه القصص وتأثيرها النفسي الكبير، إلا أن الإرادة والصبر كانتا مفتاحاً داوم هؤلاء المعلمون على استخدامه لرؤية ورسم آفاق استمراريتهم، فقد كانوا على مدار سنوات وما يزالون محارِبين في رزقهم وإجازاتهم واستقرارهم ومكانة مهنتهم.

شاهد أيضاً

وزير الصناعة يبحث مع السفير الإماراتي تعزيز التعاون

شام تايمز – متابعة بحث وزير الصناعة الدكتور “عبد القادر جوخدار” مع سفير دولة الإمارات …