“سارة”: الإعلام الوطني يمتلك الحجة والمنطق لمجابهة الهجمات المضللة

شام تايمز – متابعة

برعاية وحضور وزير الإعلام “عماد سارة” بدأت، صباح الأحد، فعاليات ورشة العمل التي تقيمها مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع بعنوان “احتراف المحتوى الرقمي في الإعلام المعرفي” وتستمر لثلاثة أيام.

وفي معرض حديثه أشار وزير الإعلام إلى أهمية العنوان المطروح في المرحلة الحالية التي تشهد حرباً عدوانية مستمرة على سورية والتي بدأت تتحول من حرب عسكرية إلى حرب هي الأسوأ في أنواع الحروب، وأخطرها في التأثير والتي تعتمد على التضليل الإعلامي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال ضخ معلومات مضللة وغير صحيحة.

وبين الوزير أن هناك فوضى على وسائل التواصل ولا بد من ضبطها من خلال المعلومات المتوفرة لدينا، فهناك منصات تضخ كما من المعرفة المسمومة بهدف النيل من سورية بكل مكوناتها، مؤكداً على ضرورة مواجهة الشائعات من خلال متابعتها واحتوائها قبل أن تتحول إلى أزمات، وعلى الإعلام الوطني أن يكون فاعلاً وليس منفعلاً تجاه هذه الشائعات، والعمل على المبادرات لمواجهة هذا الكم من المعرفة المضللة التي تنشرها تلك المنصات.

ودعا وزير الإعلام إلى ضرورة تسويق المعرفة التي يتملكها الإعلام الوطني لأنه يمتلك الحجة والمنطق لمجابهة الهجمات المضللة، والعمل على معالجة القضايا الآنية التي يعاني منها المواطن السوري من خلال الإشارة إلى أصل المشكلة وهي الحصار والإرهاب والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية من دول العدوان.

وفي تصريح لصحيفة “الثورة” حول إمكانية مواجهة هذا الإعلام المضلل بالأدوات المتاحة لدى الإعلام الوطني قال وزير الإعلام.. “يجب أن يكون قدوتنا الجيش العربي السوري الذي حقق أساطير في الانتصار على الإرهاب وداعميه رغم عدم تناسب القدرات والإمكانات الموظفة للحرب على سورية مع إمكانات الجيش العربي السوري، ولذلك نحن نعتبره قدوتنا في الإعلام فصحيح أن لدينا مشكلة هنا بتوفر التكنولوجيا والأدوات ولكن هذا مرده إلى الحصار والإرهاب والمحور الداعم للإرهاب، فهم يتحدثون عن الثورة، وأي ثورة هذه التي تحتاج إلى امبراطوريات إعلامية لدعمها، وقد احتاجوا لأكثر من ترليون ونصف الترليون دولار من أجل تدمير سورية”.

وتابع السيد الوزير.. “نحن أدواتنا كرامتنا وانتماؤنا وثقافتنا وسيادتنا، وسورية هي الدولة التي قالت لا لأمريكا و لا لإسرائيل ولو أنها قالت نعم لكنا الدولة الديمقراطية الأولى في العالم”.

المدير العام لمؤسسة الوحدة “أمجد عيسى” أوضح أنه جرى الوقوف على المشاكل والصعوبات التي تواجه العمل قبل إطلاق الورشة التي نسعى من خلالها للوصول إلى مقترحات لحلول مناسبة بالتشارك ما بين الجميع، بحيث يتم وضع منهج عمل يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة كفيل بنقل المؤسسة إلى ما نود أن تكون عليه.

وفي محاضرته أشار الصحفي “حسين إبراهيم” إلى أن التحدي الأكبر الآن هو أن نعرف ما هي الصحافة الرقمية والاعتماد على تجارب ناجحة في هذا المجال في ظل المفاهيم الجديدة التي لم يعد دور الصحفي فيها نقل الخبر لأن وسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل الخبر كثيرة، وأصبح دوره هنا تحليل الخبر والمعلومة، وتطرق في حديثه إلى تعريف المحتوى الرقمي والإعلام المعرفي وصحافة البيانات، وتطبيقات المواقع الإلكترونية مبيناً أن العالم اليوم بدأ ينسى ما يسمى “مواقع الكترونية” وذهب باتجاه الاهتمام بتطبيقاتها.

وخلال أعمال اليوم الأول للورشة قدمت ورقتا عمل، الأولى قدمها رئيس تحرير صحيفة الثورة تناول فيها تحليل الواقع القائم للصحيفة والرؤية لوضع منهجية جديدة، وبين فيها أنه وبعد اتخاذ قرار تعليق الصدور الورقي للصحيفة بتاريخ 23 آذار من العام الماضي استجابة للإجراءات الاحترازية في مواجهة كورونا تواصل الصدور الكترونياً، إلا أن الوضع كان معقداً بعد ظهور جملة من الصعوبات التي واجهت العاملين وإدارة التحرير لأسباب موضوعية وذاتية، وبقي الأداء متواضعاً ولا يلبي مستوى الطموح.

ولفت رئيس تحرير الثورة في ورقته إلى الصعوبات التي واجهت تنفيذ المهام سواء على مستوى العمل الصحفي أو على مستوى توفر التقانة اللازمة للاستجابة لهذا النوع من العمل “برمجيات، وتجهيزات” وغيرها من الصعوبات الفنية، هذا إلى جانب أن العلاقة بين إدارة التحرير ومفاصل المؤسسة مرت بفترات مختلفة من التعاون تدنت معها مرة وارتقت مرات، مشيراً إلى مستوى أداء الصحفيين وإنتاجهم الذي لا يمكن الحكم عليه بلغة التعميم، إلى جانب أن احتراف العمل الصحفي في المواقع الالكترونية لم يكن على المستوى المطلوب، مع الإشارة إلى تحسن الوضع جزئياً في موقع “الثورة أون لاين” بعد تعليق الصدور الورقي بعد إعادة فرز الكادر وتشكيل مجموعات عمل اجتهدت واشتغلت على تنظيم واقتسام أداء المهمة بإشراف مدير تحرير الموقع.

ولفت رئيس تحرير الثورة إلى أن عدد الصحفيين الذين اتبعوا دورات تأهيل في مجال الإعلام الرقمي محدود جداً، مبيناً أن المحتوى الرقمي المعتمد في النشر متعدد لجهة النصوص والصور والفيديوهات لكنه منظم ربما في الحدود الدنيا التي لا تتيح الوصول له، وما زال يفتقر للمنهجية التي تحتاج إلى تطوير، ومن الواضح أن الكادر يحتاج إلى دورات تعيد تأهيله لإدارة المحتوى الرقمي على جميع منصات الصحيفة (تلغرام، تويتر، فيسبوك، انستغرام)، وبما يحقق الهدف، مؤكداً أن سقف مستوى الطموحات مرتفع جداً غير أن المتاح لا يتناسب ولذلك فربما علينا أن نعقلن طموحاتنا ونكيفها مع الإمكانيات، فنضع أهدافاً يمكن تحقيقها، لا أن نرفع السقف ثم لا نفعل شيئاً.

و في الورقة الثانية للورشة، تحدث رئيس تحرير صحيفة تشرين عن الصعوبات التي اعترضت العمل وتنفيذ المهام بعد توقف الإصدار الورقي مبيناً أنه برزت بعض الملاحظات خلال هذه المرحلة، فقد تم الانتقال من إعلام تقليدي مطبوع إلى إعلام الكتروني دون الإعداد جيداً لذلك تقنياً من حيث تزويد المحررين بالأدوات المطلوبة مثل “خطوط السيرف أو اللابتوب ومسجلات وكاميرات رقمية.. وغيرها”، فبات المشهد الإعلامي لا يعكس نضجاً ملموساً، في هذا القطاع، بل يعكس إرباكاً بالنسبة للكثيرين لجهة توفر التقنيات، مع الإشارة إلى النقص الكبير في عدد كادر التحرير بالصحيفة، وأن بيئة العمل الصحفي حالياً ليست في أحسن أحوالها، إذ هناك ضغوطات كثيرة تواجه الصحفيين ولاسيما العامل المادي، فتعويض الاستكتاب بحدوده العليا لا يزال ضعيفاً، وهذا سيؤثر مباشرة على المحتوى الذي يقدم للجمهور، ويجعل الصحفيين متأخرين عن اللحاق بقطار التكنولوجيا السريع، وتفويت فرصة التطور والتقدم، علماً أن تحسين مهارات الصحفيين وإتقانهم لأدوات جديدة ينعكس على المحتوى الذي يقدمونه للجمهور، ويتحوّل إلى محتوى عصري ومبتكر وهو بعيد عن المحتوى التقليدي الذي اعتاد الجمهور مشاهدته.

وحضر الورشة معاون وزير الإعلام “أحمد ضوا”، وتتابع ورشة العمل أعمالها، اليوم الاثنين، بتناول محاور جديدة تتناول الموضوع الرئيسي من خلال ورقات عمل سيقدمها عدد من المشاركين.

شاهد أيضاً

كشف حالات تزوير أوراق ووثائق في جامعة حلب

شام تايمز – متابعة كشف فرع الأمن الجنائي بحلب حالات تزوير أوراق ووثائق خاصة بجامعة …