الشريط الإخباري

جرائم “القتل” في سورية.. انفلاتٌ أمني أم تبعاتٌ لمفرزات الحرب!

شام تايمز – وسيم رزوق

هيمنت أخبار الجريمة والقتل على المشهد الاجتماعي في سورية بشكل عام في الآونة الأخيرة، في ظل حوادث غير مسبوقة وبمستويات مرتفعة من العنف، وسجلت أعداداً مرتفعة من الضحايا معظمهم من الأطفال أو القصّر
وبحسب سلسلة من الوقائع، بدا واضحاً مؤخراً اجتياح الجريمة العائلية لأوساط اجتماعية مختلفة، والتي تنوعت أسبابها بين الطمع والسرقة أو الميراث وغيرها من الخلافات الأسرية الأخرى التي دفعت بـ أب لقتل ابنه أو أخ على قتل شقيقه وغير ذلك، ما يثير تساؤلات حول دلالاتها وتداعياتها وفيما إذا كان ما يحصل حالة طبيعية تتجذر في المجتمع، أم أنها تطور طارئ بسبب تدني المستوى المعيشي للبعض ما يدفعهم لارتكاب هذه الجرائم

وللمسألة أبعاد أخرى، إذ تحولت من أحداث في نطاقات ضيقة، إلى مسائل تدخل في دائرة الاستثمار السياسي والإعلامي، من قبل جهات وشخصيات تعمل على تشويه الواقع الاجتماعي والأمني في سورية، ويرى مدير الطبابة الشرعية “زاهر حجو” في تصريح لـ “شام تايمز” أن هذا موضوع جرائم القتل تستغلّه المجموعات الإرهابية من خلال الافتراء والادعاء، بوجود زيادة في عدد ونسبة جرائم القتل لكي يؤكدوا بأن هناك انفلات أمني في المناطق الآمنة، ومؤخراً صدر تصريح كاذب يقول بأن سورية هي الأولى عربياً في عدد جرائم القتل، لكن هذا الكلام غير منطقي أبداً، ومن الطبيعي أن يوجد جرائم قتل في أي مكان، حسب تعبيره

كما أشار “حجو” إلى أن القاتل يتم القبض عليه خلال فترة قصيرة جداً، بفضل الجهود الأمنية، وفي المقابل للحرب تداعياتها وآثارها على النفوس، بالإضافة إلى أن الأوضاع المادية نتيجة الحصار الجائر الذي فرض على البلاد كذلك له تأثير كبير على نفوس وعقول العديد من الناس
ويعتقد “حجو” أننا لحد الآن مازلنا شعب مسالم، لا يعتنق ثقافة القتل أو الدم، مؤكدا تزايد عدد الجرائم لكن ليس بهذا التهويل والافتراء الذي تدعيه بعض القنوات الإعلامية، فإذا قورنت سورية مع العراق أو لبنان فلا مجال للمقارنة، فلبنان تتعرض كل يوم لحد ما لجريمة قتل، حسب قوله

وأشار مدير الطبابة إلى أن عدد السكان يلعب دوراً كبيراً، في ظل الفبركة الكبيرة، ولا يوجد فارق بالأرقام أو الاحصائيات بين هذا العام والسنوات السابقة، الارقام متساوية نوعا ما، مؤكداً أن أغلب الجرائم المسجلة في الأشهر الماضية، حصلت في المناطق التي كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة، وذلك لأن نسبة كبيرة من سكانها اعتادوا مشاهد القتل والذبح وإلى آخره، وكل هذه العوامل كان لها تأثير، وبالنسبة لجرائم القتل بنسبة 70% يتم القبض على القاتل، خلال 48 ساعة، وبنسبة 95 % من الجرائم خلال أسبوعين

بدورها الأخصائية النفسية “د.مريم سمعان” اعتبرت في تصريح لـ “شام تايمز”، أن الجريمة هي تجاوز لحدود الآخر وسقوط المُثل العليا في حياة الإنسان هذا هو أحد أسباب الجريمة، والتجاوز الحدّي يحدث نتيجة سقوط أو تراجع المثال الأعلى في الحياة اللاواعية، أي الشك في المثال الأعلى أو الخذلان هو الذي يدفع الفرد لارتكاب الجريمة بشكل غير واعي

وأضافت “سمعان” أن سوء الأحوال المعيشية تزيد من الضغوط النفسية وتجبر الإنسان في التخلي عن تفكيره من خلال ممارسته للدوافع الفطرية دون أي تفكير، ونوهت إلى أن غياب الأب في العديد من الأسر له تأثير، فغيابه يترك تداعيات سلبية على تربية الطفل ونموه وتفكيره وعلى تكوين المثال الأعلى، ناهيك عن الفكر المتطرف في كافة الاتجاهات الذي حرك العوامل اللاواعية عنده ودفعه نحو ارتكاب الجرائم
وقالت الأخصائية إن الطفل الذي ولد في عام 2010 عاش في جو من العنف بالواقع والصور، وعاش في لغة العنف وهو موازي لواقع العنف، وبالمقابل لم يتم علاجه ولا يوجد وسائل علاجية نفسية

يذكر أنه خلال الشهرين السابقين سجلت سورية كثرة في جرائم القتل والسرقة منها، إقدام شاب ثلاثيني على اقتحام منزل جدته وسرقة مصاغها محاولاً قتل خالته بعد أن حاولت منعه، لكن بمتابعة من البحث الجنائي ألقي القبض عليه
وفي سياق متصل، لا تنسى الجريمة التي وقعت في قرية “البراعم” بريف جبلة والتي نجم عنها وفاة شخص بسبب خلاف عائلي على قطعة أرض بين الأخوة، وذلك بعد الادعاء بأنه توفي متأثراً بفيروس “كورونا” ودفن بطريقة غير رسمية أو مصرح بها.

شاهد أيضاً

“المارديني” يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو تعزيز التعاون

شام تايمز – متابعة على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته …