“فيلوفوبيا” العشاق.. سطوة العقل على القلب!

شام تايمز – هزار سليمان

يعيش الإنسان حالة الحب وتصبح بتصوره كل معاني العشق ملكاً له وجميع العاشقين رعيته، لكن بالجهة المقابلة مع مرور الحروب وما قد تؤثر على النفوس وما تولده من حالات الخوف من الفقد وما إلى ذلك، يولد خوف الحب ذاته والعزوف عن الارتباط وهو ما سمي “الفيلوفوبيا” والتي تعني “رهاب الحب”، وبحسب موقع “هليثوبيا” الصحي فإن المصطلح مشتق من الكلمة الإغريقية “filos” وتعني الحب، بالإضافة إلى كلمة “فوبيا” التي تعني الخوف.

ويعرّف الأخصائيون هذا الاضطراب أنه رعب من الوقوع في الحب، أو تكوين أي ارتباط به عواطف ومشاعر، ما يؤدي بالمصاب بهذه المشكلة إلى الانسحاب من أي علاقة أو التزام عاطفي.

لا يعنيني الحب!

بعض الأحيان يصبح الارتباط والحب والمشاعر أمور غير مهمة كما هو الحال لدى “يارا” وهو اسم مستعار لشابة بعمر 35 موظفة في إحدى الشركات الخاصة، حيث قالت: “لا يعنيني التعرف على شخص للارتباط به، أو عيش حالة حب”، وأكدت أن “الحرب التي عشناها كان لها تأثيراً كبيراً، حيث أصبحنا نخاف من فقد عزيز على قلبنا لأن هذا أصعب ما في الحياة”.

بينما تخاف “أية” التي تبلغ من العمر 30 عاماً، من خسارة من تحب، فتقول: “بخاف أخسر وأشعر بالفقد، لهيك بفضل أبقى وحيدة”.

بينما يرى الطبيب النفسي “نضال نقول” في تصريح لشام تايمز، أنه بمرحلة عمرية معينة قد يصبح الإنسان غير مبالي بالارتباط، وذلك يتعلق بالشخصية، ودائماً على هؤلاء الأشخاص أن يجلسوا ويعيدوا تقييم ذاتهم والابتعاد عن التصور السلبي المسبق للمستقبل، ويساعدوا أنفسهم على بناء علاقات اجتماعية جيدة، وفهم أنهم بحاجة لاحتياجات أولية، ورأى أن هناك ضرورة للاستشارة النفسية لتغيير مفهومهم لذاتهم وللأخر وللعلاقة بين الأشخاص.

كرامتي فوق كل اعتبار

الكثير من الناس يتفق على مقولة “لا كرامة في الحب”، ومن أحب فعل المستحيل للتعبير عن مشاعره وإسعاد الحبيب، لكن “علا”، وهو اسم مستعار لشابة بعمر 26، تخرجت من كلية الإعلام وتعمل في إحدى الصحف، تقول: ” أخاف من الحب كما أخاف من الموت”، مضيفةً “منفكر بكرامتنا كتير وشباب مجتمعنا يريدوننا بلا كرامة، لهيك المعركة قائمة بين 3 مقاتلين الكرامة، العقل، القلب”.

أما “أحمد” اسم مستعار لشاب في 28 من العمر يرى أن الارتباط مربك ويحتاج إلى مصروف، وأنا كشاب لا أقبل بمستوى غير لائق لعلاقتي بفتاة معينة”.

ويفسر ذلك “د.نقول” أن هذه الحالة لديها مشكلة بالشخصية أي أنها تعاني على الأغلب من فقد الثقة بذاتها، ونقص التقدير لذاتها وغير قادرة على التعبير عن المشاعر، وبنفس الوقت قد تكون عاشت تجربة معينة تعرضت من خلالها للإهانة”.

قابل للعلاج النفسي أو السلوكي

الطبيب النفسي “نضال نقول” أكد لـ”شام تايمز” أنه نادراً ما نرى رهاب الحب، أو نواجه شخص لديه هذا النوع من الرهاب ولكن هناك أشخاص لديهم قلق وتوتر من الموضوع أو خجل اجتماعي لا يواجهونه، ومن الممكن أن يتطور عند بعض الأشخاص الذين عاشوا بعض الصدمات العاطفية أو خاضوا علاقة عاطفية طويلة وانصدموا في نهايتها وأصبح لديهم تخوف من معاودة المحاولة.

أما عن تأثيراته وما إذا كان لـ”رهاب الحب” أعراض جسدية فبيّن “أن تأثيراته ليست سلبية وقابل للعلاج النفسي أو السلوكي، ولا يتطلب أي أدوية نفسية، علماً أنه إذا ترافق مع قلق زائد ممكن أن يطور إلى أعراض جسدية نفسية المنشأ أو غير مفسرة عضوياً كالشعور بالضيق أو اختناق أو آلام بطنية أو عظمية أو خدران أو تنميل صداع وكلها غير مفسرة طبياً

 

شاهد أيضاً

تراجع أسعار الذهب عالمياً

شام تايمز- متابعة تراجعت أسعار الذهب ،اليوم الاثنين، مع انحسار آمال خفض مبكر للفائدة الأمريكية …