الفقر يتسبّب بانتحار كرم السوري.. والمشافي مُتعبة

خاص – شام تايمز – كلير عكاوي

“حبة من البطاطا المسلوقة + صحن شوربة”، ليست حمية غذائية يتبعها أحد الأشخاص بهدف المحافظة على سلامتهم، بل إنّها وجبة العشـاء الخاصة بالأطباء المقيمين في “مشفى ابن النفيس” في دمشـق.

” ممتازة الوجبة شبها؟” هذا ما قاله مدير الهيئة العامة لمشفى ابن النفيس د. “نزار إبراهيم” لـ “شام تايمز”، معبّراً عن الصورة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لوجبة عشاء الأطباء المناوبين، مشيراً إلى أن الغذاء هو نعمة كريم وهو بشكل يومي يأكل البطاطا المقلية مع الشوربة في المنزل مع عائلته، علماً أن إبراهيم رفض التكلم عن التفاصيل دون موافقة وزارة الصحة.

جاء هذا الرد بعد أن انتشرت صورة على الانترنت لعشاء أطباء مناوبين بالمشفى – قسم العزل، و هي عبارة عن قرص من البطاطا المسلوقة غير المستوية، إضافة إلى صحن من الشوربة، والخبز البايت بحسب وصفهم.

وعلّق “عبدلله” على الصورة، أن البطاطا فيها نشاء كمصدر للسكريات بهدف الحصول على الطاقة، إضافة إلى حاجة الإنسان إلى السوائل.

أما “زينب” قالت ساخرة” لا كثير هيك ثقيلة.. حرام كيف بدهن يشتغلو بعد هيك وجبة؟

وعلّقت “ناهية” أن هذا المشفى أكثر المشافي المظلومة، حيث أنّها رأت الأطباء يرتدون الكفوف الخاصة بالمطبخ، عدا عن أن كل طبيب يجلب الكمامة والمستلزمات على حسابه الشخصي.

وعند تواصل “شام تايمز” مع المكتب الصحفي لوزارة الصحة بهدف أخذ الموافقة، استجاب المكتب في الرد على الهاتف ولكن لم نصل إلى معلومات تفصيلية إلى هذه اللحظة، لأننا مازلنا ننتظر معاودة الاتصال من قبلهم وإيضاح التفاصيل.

لم تكن جميع كوادر القطاع الصحي التي تقف في الخطوط الأمامية في مواجهة “كورونا”، تتلقى ذات المعاملة في مستشفيات أخرى، فإن مشفى “التوليد الجراحي”، كانت مثالاً على ذلك بعد انتشار صورة لوجبة العشاء للأطباء المقيمين فيها على صفحة “سماعة حكيم” تحت عنوان ” المشفى الأفضل على الإطلاق في تقديم الوجبات اليومية.

وبالمقابل ﺳﻠّﻄﺖ صفحات مصرية الضوء على “محمد عاجي”، الشهير بـ “أبو عبده”، سوري استقر في مصر قبل 8 سنوات، وافتتح مطعماً، وكان للأطباء نصيب في مأكولاته، فأرسل وجبات لهم تعينهم على الجهد الذي ييبذلوه.

وفي البرتغال، قدّمت ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ وجبات ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﻛﺮﺩ ﻟﻠﺠﻤﻴﻞ، المبادرة التي ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺪﻋﻢ ﺣﻤﺎﺳﻲ ﻋﺒﺮ ﺍلإﻧﺘﺮﻧﺖ، ﺣﻴﺚ ﺩﻋﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻤﺮﺿﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺷﻜﺮها.

ﻭﻗﺎﻟﺖ صحيفة “macaubusiness” البرتغالية، أن ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ “ﺁﻻﻥ ﻏﻤﻴﻢ” ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ، عبّروا عن دعمهم للأطباء لأنهم الأكثر تأثراً بالفيروس في هذه الأزمة وأنه من ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺃﻥ يحصلوا ﻋﻠﻰ ﻭﺟﺒﺔ ﻓﻲ بيتهم ﺃﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ، وﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻥ يتواجد ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻨﻲ بهم.

وفي فرنسا، 12 عائلة سورية حضّرت وجبات طعام لتقديمها للعاملين في قطاع الصحة، في ظل جائحة كورونا، حيث أطلق البعض مبادرات تهدف إلى تحضير وتقديم وجبات طعام إلى من هم بحاجة إليها.

بعد هذه المعلومات التي لا تضيف شيئاً مقارنة ببحر التفاصيل الواسعة التي تمر كل يوم أمام شاشات الهواتف الذكية، يبقى المواطن يتأرجح بين فكرتين، الأولى أن الفقر تسبّب في انتحار كرم السوري في بلده، والثانية هي أن المسؤولية مرمية في شباك الجهات المعنية، خصوصاً في تأمين أبسط حقوق الجيش الأبيض.

شاهد أيضاً

“التربية” تصدر نتائج الدورة الأولى لامتحانات الثانوية العامة

شام تايمز – متابعة أصدرت وزارة التربية، اليوم الأحد، نتائج الدورة الأولى لامتحانات شهادة الدراسة …