شام تايمز – مارلين خرفان
لو فُقد النحل عن كوكب الأرض فلن يبقى للإنسان سوى بضع سنوات للفناء، جملة قالها العالم “ألبرت أنشتاين” ليس لأن فقدانه يهدد إنتاج العسل فحسب، وإنما لأن النحل يساهم في الإنتاج الزراعي، نظراً لما يلعبه من دور مهم في عملية إخصاب النباتات المزروعة والبرية والرعوية، واختفاؤه بالتأكيد يعد كارثة للبشرية على حد سواء.
إعادة الألق:
عضو اتحاد النحالين العرب “عبد الرحمن قرنفلة” أكد لـ “شام تايمز” أن الهدف من مهرجان العسل السوري الثاني الذي يقام حالياً في دمشق، هو إعادة النحل ليأخذ دوره في التنمية الزراعية بشكل عام وأيضاً في تطوير إمكانات النحالين وقدراتهم ومتابعة الانتاج، مضيفاً أن خطة وزارة الزراعة بالتعاون مع اتحاد النحالين العرب إعادة الألق للنحل السوري وإعادة هذا المورد الاقتصادي الهام جداً، لأن النحل لاتقتصر أهميته على إنتاج العسل أو الأهمية الاقتصادية لأن النحل مسؤول عن إخصاب 90% مما نتناوله من غذاء ويقوم باخصاب النباتات الرعوية التي تتغذى عليها الثروة الحيوانية.
متراجع:
وأوضح “قرنفلة” أنه خلال الحرب على سورية طال قطاع النحل أضرار كبيرة فقدنا فيها حوالي 80% من عدد خلايا النحل في سورية بسبب قطع الطرقات الذي مارسته العصابات الإرهابية، فالحركة والتنقل هي العماد الأساسي لكي ينتج النحل لأن النحال يضطر أن ينقل الخلايا للمواقع التي فيها زهر ليستطيع النحل أن يجمع رحيقه ويصنع العسل.
وأضاف “قرنقلة” أنه قبل الحرب كان إنتاج سورية من العسل يترواح بين 4000 ألاف طن إلى 4500 ألاف طن، وكنا نستهلك منه 40%، ونصدر 60%، حالياً إنتاجنا متواضع ويبلغ حوالي 500 طن إلى 600 طن من إنتاج العسل النقي الصافي، وهذا التراجع بالإنتاج فتح مجال واسع للغش، فالمهرجان جاء لكي يدحض هؤلاء المتطفلين على مهنة النحالين ويقدم النحالين الحقيقين ويمنح فرصة للمستهلكين لشراء النحل الذي يقدم عسل صافي 100 %.
أهميته لا تقاس كمياً:
وبخصوص مساهمة قطاع النحل في الناتج المحلي في الوقت الحالي لا يوجد أي إحصاءات بسبب تعذر الحصول عليها، حسب “قرنفلة” الذي أكد أنه طالما أننا نعلم أن النحل يساهم بتحقيق زيادة في الإنتاج الزراعي تقدر بـ 35 % إلى 60% وفقاً لأنواع المحصول، فهذا يشير إلى أن تأثير النحل هو تأثير كبير في بنية الإنتاج الزراعي، ونحن لا نريد أن ننظر فقط لتقييم كم تبلغ قيمة إنتاجه سواء من “العسل أو العكبر أو حبوب الطلع أو المنتجات الأخرى”، لكن يجب أن ننظر ماهي مساهمته بالناتج الزراعي الإجمالي، وهذه القضية لا تقاس كمياً، مشيراً إلى أنه قبل الحرب على سورية كان هناك حوالي 30 ألف مربي نحل تقريباً، والآن بحدود الـ 12 ألف مربي.
توصيات ومقترحات:
واقترح عضو اتحاد النحالين العرب أن المطلوب من الجهات المعنية بوزارة الزراعة القيام بحملات للتعريف بمخاطر رش المبيدات الزراعية أثناء فترات وجود النحل في الحقول، لافتاً إلى أهمية الربط بين النحّال والفلاح وذلك ليتخذ المربي الإجراءات اللازمة، فأحياناً يضع النحّال الخلايا بحقل من الحقول فيأتي الفلاح ودون أن يخبر النحال ويرش المبيدات، وهذا يؤدي لحالتين إما لهلاك النحل، أو أن النحل سيأخذ رحيق ملوث بالمبيد وينتقل هذا المبيد بالعسل وبدل أن يكون العسل دواء يصبح داء وبلاء.
وأشار عضو اتحاد النحالين العرب إلى أنه يجب على مديرية وقاية المزروعات في وزارة الزراعة أن تراعي عند السماح باستيراد المبيدات أن تستورد المبيدات الأخف سمية بالنسبة للنحل، وهذا الأمر معمول به في كل دول العالم، مضيفاً أنه مطلوب من اتحاد النحالين العرب ووزارة الزراعة أيضاً ومن مكتب الجودة في رئاسة مجلس الوزراء إصدار إشارة جودة ندقق فيها أن هذا النحال يتبع الإجراءات السليمة ولا يستخدم مضادات حيوية فعندها يتم إعطاؤه إشارة جودة، يتبعها إجراءات فكل فترة يؤخذ منه عينات من العسل ونحللها ولو لاحظنا أن هناك انحراف عن الشكل الطبيعي أول مرة يوجه له إنذار وفي المرة الثانية تسحب منه إشارة الجودة ونعلن هذا الموضوع بسبب عدم التقيد.
لسعة شفاء:
وكما يستخدم العسل في العلاج من الأمراض، تستخدم لسعته كنوع من علاج بعض الأمراض أيضاً،حيث يقوم بعض الأشخاص المختصين بالإمساك بالنحلة و لدغ المريض بها عدة لدغات عند مكان الإصابة، حيث أكد المعالج “حسان العطوة” لـ “شام تايمز”، أن العلاج بلسع النحل أمر مهم جداً، ولاقى رواجاً واهتماماً كبيراً في سورية، بعد شفاء مئات الحالات، أما آلية العمل تتم عن طريق إجراء اختبار لمعرفة نسبة الحساسية عند الشخص من النحلة قبل اللجوء إلى مراحل العلاج، علماً أن نسبة الحساسية واحد بالمليون، ولو وردت هذه الحالة يوجد طريقة في العلاج خاصة بها.