على وقع الاغتيالات.. “قسد” تغذي الفتنة في الجزيرة السورية

خاص – شام تايمز – نوار أمون

تصاعدت وتيرة الاغتيالات والاستهدافات المتكررة وشبه اليومية لشيوخ عشائر ووجهاء القبائل في مناطق شرقي سورية، حيث اغتال مجهولون أحد وجهاء قبيلة “العكيدات” وابنه بالرصاص في منزله في ريف دير الزور الشرقي، وذكر مقربون من العائلة أن هجوماً استهدف مضافة الشيخ “اطليوش الشتات اللافي” في قرية “حوايج ذيبان” في ريف دير الزور، ما أدى إلى وفاته مع نجله محمود، بينما تحدث آخرون عن وفاة شخص ثالث هو “فايز الهادي”.

وأكد مصدر مطلع لـ “شام تايمز”، أن الشيخ “اللافي” طُلب أربع مرات لاجتماع دعت إليه “قسد” بحضور مسؤولين أميركيين، ولم يستجب، فكان الأمر بتصفيته.

ولم تعلن أي جهة في الجزيرة السورية مسؤوليتها عن الواقعة، إلا أن أحد وجهاء العشائر في المنطقة، “تحفظ عن ذكر إسمه لإسباب أمنية” خلال حديثه لشبكة “شام تايمز” لمّح لمسؤولية ميليشيا “قسد” عن حادثة الاغتيال، مشيراً إلى أن الميليشيا تتحمل مسؤولية اغتيالات سابقة.

وكشف “الشيخ” عن مخطط لميليشيا “قسد” بإنتاج مكون عشائري جديد في الجزيرة السورية يعمل تحت عباءة “قسد” وبإملاءات أميركية، لافتاً إلى مساعي “قسد” لتطويع أكبر عدد ممكن من الأهالي في هذا المكون عن طريق ترغيبهم بمبالغ مالية كبيرة.

وعلى وقع حادثة الاغتيال، شهدت عدة قرى تظاهرات طالبت بخروج “قسد” منها، كما منحت بعض القبائل قوات ما يسمى “التحالف الدولي” مهلة شهر لتسليمها قتلة شيخها.

وفي آب الماضي، اغتيل أحد شيوخ عشيرة “العكيدات” “امطشر الهفل”، حيث استهدفت سيارة كان بداخلها مع الشيخ “ابراهيم خليل جدعان الهفل” في دير الزور، ما أدى إلى وفاة “الهفل” مع سائق السيارة، وإصابة أحد أقاربائه، ولم تعرف هوية الجناة.

ووفي السياق داهمت أبناء عشيرة “العكيدات” مواقع “قسد” في ما يسمى “شرق الفرات” وأحرقوا مراكزها وسيطروا على أسلحتها، إلا أن “قسد” تمكنت وبدعم أميركي مطلق من إعادة السيطرة على مواقعها, بحسب مصادر صحفية لـ “شام تايمز”.

ويرى مراقبون، بأن سلسلة الاغتيالات تعكس الصراعات والاستقطابات المحلية التي تحاول استمالة أو ردع العشائر عن الانخراط في هذا التوجه أو ذاك، في ظلّ الصراع على تقرير مستقبل المنطقة هناك، بين القوى الفاعلة أو المسيطرة أو التي تسعى للسيطرة.

وفي السياق كشف الصحفي الميداني “فاضل حماد” لشبكة “شام تايمز”، عن وجود مساعٍ أميركية لاستقطاب شيوخ العشائر، بهدف ترسيخ وجوده بالمنطقة كونها بأغلبية عربية، وللوجهاء الدور الأكبر ببقائه أو انسحابه، لافتاً إلى محاولة “قسد” استقطاب شيوخ العشائر في المنطقة لحضور اجتماع مع مسؤولين بارزين من قوات الاحتلال الأميركي في حقل العمر النفطي.

وأشار “حماد” إلى أن مخرجات الاجتماع توصلت إلى عدة نقاط أهمها، تصفية الشيوخ الأصليين، وإيجاد بدائل تمثل المنطقة تتبع للأوامر الأميركية وهم شيوخ لا قاعدة شعبية لهم، وتابع بالقول.. “تم تسليم الشيوخ الجدد المناصب القيادي في المدينة إرضاءً لهم”.

وترجح مصادر أهلية، وجود انقسام بين أبناء العشائر العربية في منطقة دير الزور الشرقي بشأن من يقف وراء هذه العمليات، فمنهم من يتهم فلول تنظيم “داعش” الإرهابي، بالوقوف خلفها، ومنهم من يتهم “قسد” لإثارة الفتنة بين العشائر، خصوصاً بعد اتساع دائرة الرفض الشعبي لسيطرة “قسد” وداعميها الأميركيين في المنطقة الشرقية.

وفي إطار الجهود التي تبذلها كل الأطراف لمنع انزلاق المنطقة نحو مصير مجهول، عقدت القبائل والعشائر السورية في مدينة الميادين اجتماعاً أكدوا فيه رفضهم المطلق لوجود الاحتلالين “الأميركي والتركي”، وأدواتهما على أي شبر من الأراضي السورية، والممارسات التي يقومون بها من خلال التدمير الممنهج لمقدرات الشعب السوري، وسرقة ثرواته وآثاره والعبث في ديمغرافية بعض المدن السورية.

ودعا المشاركون عبر بيان، للوقوف صفاً واحداً خلف الجيش العربي السوري لتحرير كامل التراب السوري من الإرهاب والوجود الأجنبي على أراضيه.

شاهد أيضاً

إيران: فرنسا تنتهج نهجاً مزدوجاً في قضايا حقوق الإنسان

شام تايمز – متابعة أدان “ناصر كنعاني” المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بيان وزارة الخارجية …