شام تايمز – هزار سليمان
يدفع السوريون أرواحهم ثمن فاتورة العقوبات وغلاء المعيشة والأوضاع الاقتصادية الرديئة، ويقعون فريسة رخص طبق من اللحوم البحرية لسد رمقهم، إلا أن شبح الموت يلاحقهم حتى في لقمة تشعرهم بالسعادة ثم الاسترخاء ثم عوارض التسمم.
وبالأمس القريب لقي شخصين مصرعهما وأصيب عدد آخر في الساحل السوري، نتيجة تناول أسماك ”البالون” التي تعرف بشدة سميتها، وتشتهر في دول العالم باسم سمكة “الفوغو”، أو سمكة المنفاخ.
وتوفيت طفلة أيضاً فجر الثلاثاء، بسبب تناولها سمكة البالون، التي استقبلتها مشفى “حمزة نوفل” مع عائلتها المكونة من 7 أفراد، بينهم 3 أطفال، كانوا قد تناولوا سمك البالون، وتم إخضاعهم لإسعافات فورية، فيما كانت الطفلة مفارقةً الحياة، بعد نقلها متأثرة بإصابتها بالتسمم، إلى أحد المستشفيات الخاصة.
لم تكن هذه الحالات الأولى التي أعلن عنها، لكنها جاءت بعد إعلان مديرية صحة محافظة طرطوس، عن وفاة مواطن إثر تناوله سمكة البالون، فيما نقلت زوجته إلى المستشفى، وهي تعاني من أعراض عدم القدرة على الحركة والوهن العام والخدر الشامل، وأعلن عن وفاة شخص أخر، السبت الماضي، بعد تناوله أسماك البالون.
مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية “د. عبد اللطيف علي” أوضح سابقاً لـ “شام تايمز” أن الهيئة تمنع أي صياد التجارة أو تداول نوع “البالون” الأخطر بين الأسماك، إضافةً إلى وضعها “بوسترات” في كل محل خاص بالأسماك تؤكد فيها مخالفة من يبيعه، مشيراً إلى وضعهم إعلانات عديدة على صفحتهم عبر “فيسبوك” تُحذر من تناوله.
وطلبت وزارة الزراعة السورية من بائعي الأسماك عدم بيع ذلك النوع من السمك في محالهم، “تحت طائلة اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين”، ونشرت الوزارة نداء إلى الأهالي وجهته “الهيئة العامة للثروة السمكية” وأهابت فيه بالامتناع عن شراء وتناول سمكة النفيخة وذلك تفادياً لمخاطر التعرض للتسمم كونها تحتوي مادة سامة في جسمها، وحاولنا في “شام تايمز” التواصل مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة اللاذقية لمعرفة دورها في ردع من يحاول الغش والتلاعب من الصيادين بأرواح المواطنين، لكن ما من مجيب على أسئلتنا.
من جهته، وتفسيراً منه لظاهرة تناول هذه السمكة في الساحل، على الرغم من سمّيتها وتسببها بقتل وإصابة الأشخاص، قال الدكتور “لؤي سعيد” من إدارة صحة اللاذقية لوسائل إعلام، صيف العام الماضي، إن سبب إقبال الناس على هذا النوع من السمك القاتل، هو كونه يباع بسعر أرخص من أي نوع آخر، الأمر الذي يشجّع أبناء المحافظة على شرائه، خاصة أن الباعة، يعرضونه، في شكل شرائح “فيليه” لإخفاء هويته وتسهيل بيعه.
وتظهر أسماك البالون في الصيد التجاري العالمي، في البحار الاستوائية وشبه الاستوائية، بكمياتٍ قليلة، كأسماك غير اقتصادية، وتعيش معظم أنواع الأسماك المنتفخة في المياه البحرية أو القليلة الملوحة، لكن يمكن لبعض أنواع الأسماك أن تدخل المياه العذب، ويوجد أكثر من 120 نوعاً من الأسماك المنتفخة، تتميز بأجسادها الطويلة المدببة برؤوس منتفخة، وبحسب دراسة لمجلة “آسيا والمحيط الهادئ للطب الاستوائي” من كثب عن هذه السمكة السامة، فإن السم العصبي الأشد فتكاً لديها وجد في المقام الأول في المبايض والكبد، في حين أن كمية السم تأتي أقل في الأمعاء والجلد، وأقل من ذلك في العضلات.
وفيما هي تباع في الساحل السوري، بأرخص الأسعار، فإن طبق سمكة البالون، يعد من أغلى الأطباق ثمناً، سواء في اليابان المعروفة بتناوله وطهيه الآمن، أو أمكنة أخرى في العالم.
وتوصف سمكة البالون أو المنفاخ بأنها من أشد أنواع الأسماك فتكاً بسمّها، إذ تحتوي على نوعية من السموم، أقوى بمئات المرات من سمّ “السيانيد” وكثيراً ما تسبب تناولها بمقتل كثير من الأشخاص.