طوابير الانتظار تعود للشوارع و”الحالة النفسية” للسوريين في قفص الاتهام

شام تايمز – نوار أمون

“مطول دورنا.. شغل هالراديو من عندك لنعدل مزاجنا” يقول أبو سعيد وهو سائق “تكسي” في دمشق لزميله في سيارة أخرى، وهما ينتظران دورهما للحصول على مخصصاتهم من مادة البنزين التي عادت مظاهر نقصانها من جديد، وعاد معها مشهد الازدحام الذي بات مألوفاً في الشوارع ليتصدر حديث الناس.

ويضطر أصحاب السيارات وخاصة الأجرة، للانتظار فترات طويلة جداً للحصول على مخصصات مدعومة بمعدل 30 ليتراً كل 4 أيام، بناءً على تعميمٍ صادرٍ عن وزارة النفط والثروة المعدنيّة 19 أيلول عام 2020.

وقال نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إن عدة محطات بنزين خاصة أغلقت أبوابها منذ أيام بوجه السيارات لعدم حصولها على مخصصات نهائياً، بينما زاد الازدحام على المحطات الأخرى.

وعزت الحكومة، سبب الازدحام إلى العقوبات الغربية المفروضة على سورية، فيما قال وزير النفط “بسام طعمة” إن عمرة مصفاة بانياس وأعمال الصيانة فيها، ساهمت بزيادة الأزمة.

وتزود مصفاة بانياس وزارة النفط بثلثي حاجتها من مادة البنزين بحسب مصادر صحفية، ومع عودة الازدحام غير معروف الأسباب على محطات الوقود، تعود التصريحات الحكومية لتتصدر الواجهة، نافيةً أن يكون سبب الازدحام هو قلة توافر مادة البنزين أو نقص بالواردات.

نائب محافظ دمشق، “أحمد نابلسي”، صرح الأحد، أن مسألة الازدحام لها علاقة بما سماها “الحالة النفسية” للناس، مضيفاً، أنه عندما يرى المواطن رتلًا من السيارات ينتابه شعور أن المادة ستنقطع، وبالتالي يقف في الدور ليأخذ مخصصاته، وهكذا يزداد عدد المنتظرين ويحدث الازدحام.

وبحسب توصيف “نابلسي” للمشكلة، فإن مدينة دمشق تحتاج إلى كمية أكبر من الوقود، لتلبية حاجة السيارات الزائرة للمدينة، بالإضافة لسيارات ريف دمشق التي ترتاد العاصمة بشكل يومي، وكل ذلك يزيد أعباء الطلب على المحروقات في دمشق.

ويوجد في مدينة دمشق بحسب “نابلسي” 12 محطة عامة و15 محطة خاصة، بالإضافة إلى محطتين لبيع بنزين عالي الأوكتان.

وعن طلبات المازوت، قال “نابلسي” أن كمية واردات محافظة دمشق من مادة المازوت خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانت قليلة بحيث لم يتجاوز عدد الطلبات 35 طلباً من المادة، والآن أصبحت الكمية 44 طلباً يومياً اعتباراً من الشهر الحالي.

وتناول سوريون تصريحات نائب المحافظ على صفحاتهم عبر “فيسبوك”، حيث كتب حساب يُدعى “فادي”: “عالله ما يكون المسؤول عن قاطع الكهربا ودور الغاز عم يعاني نفسياً كمان”.

 

اللاذقية وحلب على خط الأزمة:

وعادت كازيات مدينة حلب لتشهد ازدحاماً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة السابقة، وخاصةً بعد إغلاق بعض الكازيات أبوابها بوجه المواطنين بحجة عدم وصول المخصصات.

وبحسب منشور على حساب محافظة حلب في “فيسبوك” جاء فيه: “إن كميات البنزين الواردة إلى المحافظة ثابتة ولم تتغير وزيادة الطلب الحالي طارئ، والمتزامن مع يوم عطلة وبداية شهر متزامن مع افتتاح البطاقات الذكية”.

“كل شهر مع فتح البطاقات ما كان يصير هالأزمة، الهيئة في رفعة جديدة للأسعار الله يستر”، يقول “محمد.ل” على حسابه في “فيسبوك”.

ونفت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الجمعة 12 كانون الأول عام 2020، صحة الأنباء المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحدث عن زيادة قريبة في أسعار المشتقات النفطية، مضيفةَ، أن الموضوع غير مطروح أساساً.

بدورها مدينة اللاذقية لم تكن أفضل حالاً، فالازدحام عاد إلى شوارعها، ويعاني قاطنوها من عدم تسليمهم مخصصاتهم من مادة مازوت التدفئة حتى الآن، وخاصةً بعد تخفيض كمية المخصصات من 200 إلى 100 ليتر مطلع الشهر الحالي.

وأغلقت عدة محطات بنزين خاصة أبوابها منذ أيام بوجه السيارات لعدم حصولها على مخصصات نهائياً، بينما زاد الازدحام على المحطات الحكومية، ما أثار مخاوف السائقين من احتمال عودة الأزمة السابقة التي استمرت أكثر من شهرين.

شاهد أيضاً

وفاة المخرج السوري “عبد اللطيف عبد الحميد”

شام تايمز – متابعة نعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، أمس …