أنقرة تقرع طبول الحرب في “عين عيسى” وقسد تستنجد بدمشق

شام تايمز – خاص – نـوار أمـون

تُدَلل جميع المؤشرات الواردة من بلدة “عين عيسى” على نوايا تركية واضحة بالقيام بعملية عسكرية باتجاه البلدة الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة “قسد”، والتي تعتبرها الميليشيا بمثابة “العاصمة” المزعومة لها.

وفي سياق الإجراءات الاحترازية، أنشأ الجيش السوري ثلاث نقاط عسكرية جديدة داخل المدينة، بالتنسيق مع الروس و”قسد”، لمنع أي تمادي جديد لقوات الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية المتحالفة معه.

ووصلت الأربعاء، تعزيزات عسكرية للجيش العربي السوري إلى مقر اللواء 93 في مدينة “عين عيسى”، مع تعزيزٍ لكامل نقاط انتشاره فيها، لوقف التوغل التركي المحتمل.

واعتبر الباحث السياسي الدكتور “تركي صقر” لـ “شام تايمز”.. أن التعاون العسكري اليوم مع قسد هو فقط للتصدي للعدو المشترك (تركيا)، وهذا لن يغير من نظرة الدولة السورية لقسد، وأن الأخيرة ستسلم مدينة عين عيسى للجيش العربي السوري بوساطة روسية.

ويرجح مراقبون، عدم إقدام تركيا على العملية، وخاصة مع وصول تعزيزات روسية إلى نقطة المراقبة التركية في قرية “تل السمن” جنوب عين عيسى.

وتكثف الفصائل الإرهابية التابعة لقوات الاحتلال التركي، قصفها على محيط البلدة منذ أكثر من شهر، قصف اعتبره مراقبون “مناوشات تحذيرية”، أما الآن فقد بات من الواضح أنه مركز ويستهدف مواقع عسكرية لـ “قسد”، ويأتي بشكل متواصل، ويتصاعد بشكل يومي، وخاصة مع إعلان “أنقرة” إنشاء قاعدة عسكرية تبعد 2 كيلو عن محيط البلدة.

صراع الوجود والتواجد:

وللصراع على البلدة أهمية بالنسبة للطرفين، فالميليشيا الانفصالية تعتبر البلدة “عاصمة الحلم” بحسب بعض المصادر، فيما يرى المحتل التركي وجود الميليشيا هناك، تهديد قومي وأمني له، إذ يتخوف من قيام “دولة” أو “كيان كردي معادي” على حدوده الجنوبية حسب زعمه، وهذا بالذات ما تسعى أنقرة لمنعه بشكل أساسي حتى لا تحدث حركات ودعوات انفصالية في المناطق الكردية داخل تركيا في المستقبل.

وتمثلت التهديدات التركية لميليشيا “قسد” ومختلف مكونات الشمال، من خلال عمليتين عسكريتين تحت مسمى “نبع السلام” و”غصن الزيتون”، في وقت تتناول فيه وكالات الأنباء العالمية، أخبار عن قتلٍ واستهدافٍ يومي لقادة وعناصر “قسد”، تقول الأخيرة إنها “برصاص مجهولين”.

هل بدأ العد العكسي!

وتحاول أنقرة كسب الوقت قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض، بحسب مصادر مطلعة، والشروع بتشكيل سياسته الخارجية، والتي غالباً ما ستكون متوترة مع تركيا، خاصة بعد وصف “بايدن” لرئيس النظام التركي “أردغان” بالـ “المستبد”.

وأشار خبراء في الشأن التركي، إلى أن قرار المعركة يبدو أنه قد أٌخذ، ولكن وضع التوقيت لم يتم بعد، وأن ما جرت مناقشته في اجتماع سري عقد في أنقرة بتاريخ 28 تشرين الثاني 2020 بحضور قادة الفصائل الإرهابية بإدلب، هو مجرد مطالب سيتم رفعها إلى “وزارة الدفاع التركية” للموافقة عليها، ولم يتم إعلان موعد العملية، أو حتى تأكيدها، وكل ما في الأمر أن الأتراك يقومون حاليًا بتهيئة الأجواء للمعركة، حسب تعبير المصادر.

وتسعى تركيا بحسب تصريح الخبير العسكري “علي مقصود” لـ “شام تايمز”.. إلى تعزيز أوراقها، وهذا يخدم روسيا في الضغط على قسد الانفصالية ودفعها للاستنجاد بالجيش العربي السوري للتدخل بعد تجربة عفرين وتداعياتها، ومع انتشار الجيش العربي السوري في المدينة، ما يعني زوال التهديد للأمن القومي التركي، ما سيوفر الغطاء لحفظ ماء وجه أنقرة وابتعادها عن شن أي عدوان على المدينة.

وهدد رئيس النظام التركي “أردوغان”، بتاريخ الثالث من تشرين الأول 2020، بأن تركيا ستعمل على تطهير ما وصفها بأوكار الإرهاب في سورية بنفسها إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها، وبحسب زعمه هناك وعود أميركية وروسية عقب عملية ما يسمى “نبع السلام” بإخراج ما سماهم “الإرهابيين” من المناطق المتاخمة للحدود التركية مع سورية.

وانتهت ما تسمى عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا في التاسع من تشرين الأول 2019 بسيطرة تركيا على مناطق واسعة من ريفي الرقة والحسكة الشمالي من ضمنها مدينتي “تل أبيض ورأس العين” المهمتين، تلا ذلك اتفاق روسي تركي في 23 من ذات الشهر، واتفقت الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على إخراج عناصر “قسد” الذين بقوا خارج ما تسمى منطقة “نبع السلام”، لمسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية.

وبعيداً عن التفاهمات السياسية والعسكرية، والتي غالباً ما يدفع المدنيين ثمنها، تشهد مدينة “عين عيسى” حركة نزوح غير مسبوقة إلى القرى والبلدات المجاورة.

شاهد أيضاً

مستوطنون يضرمون النار بمقر الأونروا في القدس

شام تايمز – متابعة أضرم مستوطنون إسرائيليون، اليوم الثلاثاء، النيران بمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين …