الشريط الإخباري

من قال إن البرد يؤلم.. لهيب الأسعار أشد ألماً!

شام تايمز – خاص – زينب ضوّا

يشتكي السوريون من الارتفاع الحاد في الأسعار، وسط تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي أثرت سلباً عليهم، وبات حديث الغلاء الشغل الشاغل لهم، مع غياب قدرة نسبة كبيرة منهم على تأمين متطلبات الحياة.

وبحسب أسعار اليوم، يتطلب شراء “الحذاء، والجاكيت، والمظلة، والسجاد، والمدفئة”، وغيرها من وسائل التدفئة ليتقي الإنسان البرد راتباً أضعاف راتب المواطن ، مع وصول سعر المظلة إلى 5000 ليرة، وأرخص حذاء 20000 ألف، والجاكيت الشتوي تجاوز ال 25000!

تجديد الحذاء القديم بالـ “الألتيكو”

في حوار استمعنا إليه داخل حافلة النقل الداخلي، يشتكي رجل محاولة إصلاح وتجديد حذاء ابنه القديم بمادة “الألتيكو” عدّة مرات، لكن محاولته الأخيرة باءت بالفشل فلم يعد حذاءاً صالحاً للمشي، وراتبه لا يتناسب إطلاقاً مع الأسعار اللامنطقية في السوق.

وتقول “آية” طالبة جامعية لـ” شام تايمز”.. أنا لا أعمل، وأعطاني والدي 15 ألف ليرة سورية كي اشتري حذاءاً شتوياً، ولكني صدمت عندما خرجت للتسوق، لأن أسعار الأحذية تتجاوز الـ 20 ألف، قائلة.. “تعبت كتير وما لاقيت آخر شي أخدت عن البسطة بـ 15!”.

وبيّنت “مها” طالبة جامعية، أن الأسعار مرتفعة بشكل جنوني، ” الله يرحم أيام الـ 1000ليرة كانت تساوي كتير، منيح اشتريت أحذية من السنة الماضية، بس المرعب نفس الحذاء بـ 21 ألف.

الفرجة ببلاش!

وأكدت “رنا” موظفة حكومية لـ” شام تايمز” أن مصروف الشتاء كبير جداً بالمقارنة مع فصل الصيف، وخصوصاً للعائلة التي تمتلك أطفالاً، أو عددها كبير، لافتة إلى أنها اشترت أحذية شتوية لأطفالها وكانت الجودة سيئة جداً، واليوم تمزّق حذاء أحد أطفالها ولا تملك المال لشراء حذاء جديد.

أما “ليان”، قالت: “رح نغرق بالمطر لأن الشمسية الأصلية بـ 9000 والراتب 80 ، بالتالي مو منطقي أبداً السعر بقلب السوق منيح الفرجة ببلاش”.

وعبّر “زين” من الشارع السوري، عن غضبه قائلاً.. “أنا شب يا دوب عم بصرف على حالي كيف بدي اصرف على زوجة وأطفال مثلاً “.

ولفتت “مايا”، إلى أنها اشترت جاكيت شتوي السنة الفائتة بـ 12 ألف واليوم نفسه بـ 35، أي تقريباً نصف الراتب اليوم.

حتّى البالة تكبّرت علينا!

ولم تعد البالات الملجأ الأساسي للمواطنين للهروب من الأزمة الاقتصادية الخانقة، حيث ارتفعت أسعارها أيضاً بالتوازي مع ارتفاع أسعار الثياب في المحلّات فأرخص جاكيت صوف عادي 6000 ليرة، ما أدى لعزوف الناس عنها واتباع المثل الشعبي الذي يقول “قرقع بتيابك القديمة”.. في سورية لا تسأل عن السبب.

بالتالي هذه المغامرة أيقظت في نفوس السوريين جميعاً، حب الحياة لكنّه حبٌّ من نوع آخر بعيدٌ عن الحرص كل البعد، حُبٌّ من مبدأ ارمِ نفسك في النار، وادع ربّك أن يحيلها برداً وسلاماً.

شاهد أيضاً

وفاة المخرج السوري “عبد اللطيف عبد الحميد”

شام تايمز – متابعة نعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، أمس …