لا يحتاج الواقع في أحيان عديدة إلى الكثير من المزايدات والتبريرات من جانب بعض الجهات المعنية ، فهو مكشوف للعامة ، ومهما قدمت بعض الإدارات من تبريرات تبقى ناقصة وغير مقنعة ، فقد يأتي التسويغ حيال قضية أو موضوع ما ورائحة “طبخته” تزكم أنوف آلاف الجوعى إذا كانت المسألة تخص مادة أو سلعة غذائية ..!
للفساد أشكال وألوان ” معشّشة ” في بعض المرافق وفي مضامين بعض المناقصات والتوريدات ، وتزداد في أوقات اشتداد الطلب أو تحت وطأة الأزمات الاقتصادية الطاحنة ، فهنا قد تنشط حالات الإبداع لممارسة أشكال الفساد وجباية الحصص ، وأمام ذلك نجد توليفة من جملة مسوغات عندما تنكشف القصص والروايات .!
قصة (طبخة) الشاي لحقت بقصة كمية الأرز غير الصالحة للاستهلاك ، وبعيداً عن مدى صلاحية تلك المواد من عدمها ، فهذه مسألة هناك من يقررها ، إلا أن المهم: لماذا خرجت هذه القصص الآن ؟ هل امتدت يد الحساب والمعالجة بالبحث عن محتويات ومواد تم توريدها بملايين الليرات منذ سنوات لنفاجأ اليوم بأنها لا تصلح للاستخدام ..؟!
لم يعد الكذب ينطلي على أحد ، فقد تستطيع جهة ما أن تكذب لبعض الوقت ولكنها لا تستطيع أن تجعل الناس يصدقونها في كل الأوقات .
فـ” الطبخة بايتة ” ياسادة , ورائحتها زكمت أنوف الصابرين على عفن كهذا ، و ربما تؤكد المؤشرات أن المحاسبة بدأت ولن تستمر طويلاً تصرفات من يقوم بالتدليس والغش وتوريد سلع لا تصلح للاستخدام البشري ..فعاجلاً أم آجلاً سيلقون جزاء ما اقترفته أيديهم الملطخة بشبهات وطبخات فساد عفنة ..!

هني الحمدان