ازدياد جرائم الاغتصاب والقتل للأطفال إنذار عاجل للمجتمع

شام تايمز – زينب ضوّا

كثرت حالات الاغتصاب بحق أطفال قصر أو مراهقين مؤخراً، حيث ألقت وزارة الداخلية القبض على قاتل الطفلة “هيا” من قرية “دير الصليب” في ريف حماة، واعترف بإقدامه على اغتصابها وقتلها وحرق جثتها، عن طريق استدراجها على متن دراجته النارية إلى منزل قيد الإنشاء عائد لأحد أقاربه بالقرب من القرية، وبعد ارتكاب جريمته أقدم على سكب مادة البنزين على جثتها وإشعال النار فيها لإخفاء معالم الجريمة.

وأكدت الأخصائية النفسية د. مريام سمعان لـ “شام تايمز”، أن هناك العديد من أشكال الاعتداء الجنسي على الأطفال، قد يكون الإيذاء الجنسي بالإغراء من قبل أحد الأقارب المحبوبين لدى الطفل، أو بعمل عنيف من شخص غريب، ويصعب أحياناً تحديد الإساءة الجنسية نظراً للعديد من الأشكال والدرجات المختلفة التي يمكن أن تحدث، وبصرف النظر عن هذا، فإن الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة يتسبب في تأثير نفسي سلبي واسع النطاق على ضحاياه.

وكشفت “سمعان” أنها جريمة نكراء على الحقوق الإنسانية الأساسية للطفلة، سواء كان المعتدي قاصراً أم رجلاً كبيراً، مبيّنة أن المعتدي يُراقب الضحية وسلوكها قبل فترة زمنية والأمر ليس وليد الصدفة، ويحاول العثور على أشخاص يساعدونه في الجريمة كالتي حدثت في منطقة ريف “طرطوس” منذ فترة ليست بالبعيدة، قائلة: “إن الانترنت وتطور التكنولوجيا وما يتعرض له الإنسان من أفلام مباحة للعنف والاغتصاب، أثرت بشكل كبير على تفكيرهم، ما أدى إلى تعزيز تطبيق ما يشاهد ويقرأ خصوصاً مع سهولة البحث دون أي رقيب، مشيرةً إلى الدور الذ ي يلعبه المحيط في تكوين مفهوم الاعتداء سواء من المجتمع بشكل عام أو من رفاقه بشكل خاص، ولا يوجد أي مبرر للقيام بعملية الاعتداء مهما كانت الأسباب.

وحول الآثار النفسية والاجتماعية التي يتركها الاغتصاب على نفس الإنسان، فإنه سيغير من سلوكياته، وحياته المستقبلية، ناهيك عن أن الصورة الذهنية سوف تتكرر في مخيلته دوماً، بالتالي يفقد الأمان والثقة في المحيط ويشعر بالوحدة والخوف المستمر، مشدّدة على ضرورة مراقبة الطفل أولاً وأخيراُ من قبل الأهل وتوعيته بكل المضامين المقدمة له، بحسب “سمعان”.

ومن وجهة نظر قانونية، أكد المحامي ” سالم مصطفى” لـ ” شام تايمز” أن الاغتصاب بشكل عام وفق ما نصت عليه المادة 489 من قانون العقوبات السوري، هو الإقدام على إكراه امرأة غريبة عنه على الجماع بالعنف أو التهديد، ففي جريمة الاغتصاب يتوجب انعدام القبول والإرادة أثناء ارتكاب أو ممارسة الفعل، أي أن تكون الأنثى قد أكرهت على ارتكابه أو ممارسته، أما إذا كان مرتكب الجرم من القُصر فإن القانون يطبق عليه وفق ما نصت عليه المادة 29 من قانون الأحداث الجانحين قانون الأحداث الجانحين رقم 18 لعام 1974.

وأوضح “مصطفى” العقوبات التي فرضت على مرتكبي الجنايات من الأحداث الذين أتموا الخامسة عشرة.. إذا كانت جريمته من الجنايات المستحقة عقوبة الإعدام يحبس مع التشغيل من ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة، أما إذا كانت جريمته من الجنايات المستحقة عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة أو الاعتقال المؤبد يحبس مع التشغيل من خمس إلى عشر سنوات، في حين إذا كانت جريمته من الجنايات المستحقة عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة أو الاعتقال المؤقت يحبس مع التشغيل من سنة إلى خمس سنوات، وعليه وبناء على المادة 29 من قانون الأحداث الجانحين، ومواد قانون العقوبات التي تنص على عقوبة مرتكبي جرم الاغتصاب “الحبس” مع التشغيل من سنة الى خمس سنوات.

وكتبت صفحة “الميددوز” على فيسبوك عما يسمى “البيدوفيليا”، ومعدل انتشاره حيث أظهرت الإحصائيات، أن نسبة انتشاره أكبر عند الذكور 3-5%، وبنسبة قليلة عند الإناث، ومعظم المعتدين عادة يكونوا من الأقارب أو أصدقاء العائلة.

وبالنسبة للعوامل التي تجعل الشخص يسلك سلوكاً بيدوفيلياً هو مشاهدته لسلوك غير مقبول ونيته في فعله، وتصنف “البيدوفيليا” على أنها  اضطراب الولع بالأطفال،حيث يتميّز بالانجذاب والميول للأطفال والتحرّش بهم.

 

شاهد أيضاً

وفاة المخرج السوري “عبد اللطيف عبد الحميد”

شام تايمز – متابعة نعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، أمس …