الشريط الإخباري

أحلام السوريين في “شِباك” التيه والضياع!

شام تايمز – خاص – زينب ضوّا

ينهمك الشباب السوري في البحث عن مخارج لسلسلة الأزمات المعيشية والمسؤوليات التي تقع على عاتقهم، الجامعات والدراسة وقلة فرص العمل، وغياب الدخل الذي يحميهم من اليأس أو اللجوء إلى السفر، خاصة بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وبعد سلسلة المآسي التي حلت بأجيال متعاقبة من الشباب السوريين، صار السؤال “كيف تصبح سعيداً؟ ضرباً من الهزال، يقول الطالب في كلية الإعلام بجامعة دمشق “مصطفى.ل” إن أغلب الشباب ينقصهم الكثير من الاحتياجات المادية والمعنوية جرّاء الظروف القاسية التي يعيشونها، والسفر سيساعده في حل مشاكله المادية وبواسطته سيتمكن من افتتاح عمل خاص يلائمه، لكن لا وسيلة لديه لتأمين ما يكفي ويحتاجه للسفر.

ويرى “حسن.ب” الطالب في كلية الأدب العربي، أنه في ظل الأوضاع الحالية، لا يمكن له أن يحقق حلمه الذي سيجعله سعيداً، عبر تأسيس الحياة التي لطالما حلم بها، في أن يكون بقرب الفتاة التي يحب.

يوتوبيا الأحلام الضائعة:

وعلى خلاف اليابان التي تعمل على رش الشوارع بالماء المعطر، لتحسين مزاج مواطنيها، وإنشاء الإمارات وزارة للسعادة مهمتها، موائمة كافة الخطط والبرامج لتحقيق سعادة المجتمع، تبدو الظروف والقرارات والإجراءات في سورية، تصب في صالح تعميم “التعاسة” وللحرب أثرها الأكثر إضافة إلى العقوبات التي تلعب دوراً أساسياً في خنق السوريين.

ومنهم “عمار.” الطالب في كليّة الطب البشري، الذي يحلم بالسفر إلى ألمانيا ودراسة الاختصاص الذي يرغب بعد التخرج من كلية الطب في سورية، على اعتبار أن رواتب الأطباء في سورية لا يمكن أن تحقق له دخلاً يجعله سعيداً.

وعبرت “حنين” الطالبة في كلية الصيدلة عن خيبة أملها قائلةً.. “لديّ رغبة كبيرة في السفر، لكن يوجد معوّقات ماديّة كبيرة لا تسمح لي بالمغادرة، وجلوسي في البلد لهذه الفترة الطويلة يولّد ضغطاً نفسيّاً هائلاً “لك نحنا شباب بأوّل عمرنا”.

 

الخلطة السورية المغشوشة للسعادة:

جدير بالذكر أن الأمم المتحدة خصصت يوماً للسعادة، في العشرين من آذار، والذي من المفترض أن يكون يوماً للتوقف عن كل شيء وتجربة الشعور بالسعادة، وهو أمر غير مطروق في سورية بطبيعة الحال، فللوصول إلى تلك المرحلة، يجب عليك أن تتبع أساليب مختلفة لتجعل نفسك سعيداً، ومنها أن تتبع توصيات معلمي السعادة، المرشدين الروحيّين، مؤلّفي كتب اليوغا، أو أن تشتري واحداً من الكتب التي تعطيك نتائج سريعة ومضمونة عبر مخططات تبدأ ب “3” أشياء يجب أن تقتنيها لتسعد نفسك أو “21” أمراً بسيطاً يجعلك تصل للسعادة، “36” غرضاً تحتاجهم في الطريق إلى السعادة، لكنّك عندما تقرر أن تصبح سعيداً في سورية، تُرحّب بك الكهرباء والماء والمازوت والخبز والقائمة تطول وتتعدد والديون تزداد والقلم جرّار ولا سبيل للترويح عن النفس إلا السخرية والاستهزاء.

شاهد أيضاً

وفاة المخرج السوري “عبد اللطيف عبد الحميد”

شام تايمز – متابعة نعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، أمس …