“ترامب” يعقدُ المشهد لـ “بايدن” والكيان ينتظر رد طهران

شام تايمز – بقلم رئيس التحرير: حيدر مصطفى

ينتهي العام الحالي كما بدأ، على وقع احتدام التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، مع اغتيال قائد فيلق القدس “قاسم سليماني”، وسينتهي على وقع تداعيات اغتيال العالم النووي “محسن زادة”، ووسط مجموعة من السيناريوهات المطروحة على طاولة الصراع المستمر في المنطقة.

وقبل الحديث عن السيناريوهات المحتملة في المستقبل القريب أو القريب نسبياً، لا بد من الافتراض بأن إيران كانت ولا زالت تتوقع هجمات أو استفزازات أمريكية وإسرائيلية، وصارت فعلياً مضطرة لمواجهة اختراقات الأعداء الأمنية والاستخباراتية التي تسببت بخسارتها لاثنين من أكثر الشخصيات ذات الأهمية الاستراتيجية، بالنسبة للدولة ومخططاتها، كلامٌ وإن كان مزعجاً للبعض إلا أنه حقيقة، ما لم تتمكن واشنطن من فعله في العسكر والحرب، يحصل عبر الاستخبارات وفي اللعب خلف خطوط عدوها الإيراني، وهي مهارة تجيدها الاستخبارات الأمريكية بطبيعة الحال.

وهنا تجدر الإشارة إلى ما ورد مؤخراً عبر قناة “كان” العبرية، التي نقلت عن صحيفة “الجريدة الكويتية” مزاعم عن كشف حزب الله اللبناني، عن خطة إسرائيلية لاغتيال أمينه العام، وعدد من زعماء الفصائل الموالية لإيران في سوريا والعراق وفلسطين، وهذا ما أبلغ به قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قاآني مؤخراً.

وهي معلومات إن صحت، تدلل على سيناريو بدأ باغتيال سليماني ولن يقف عند زادة، ولا عند محاولة اغتيال القيادي الفلسطيني أكرم العجوري بدمشق، ولا عند اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في غزة، ويوضع على الطاولة كورقة تستخدمها إدارة “ترامب” المنتهية ولايتها وحكومة نتنياهو المتأزمة، لتجنب أي مواجهة كبرى في المنطقة.

وبوضوح أكثر، توحي المعيطات بأن الأمريكيين والإسرائيليين قرروا استكمال مسار الاغتيالات والضربات المحدودة دون الدخول في مواجهة أوسع، إذ كان من المتوقع مؤخراً بحسب المعلوم عن نوايا “ترامب”، شن هجمات واسعة على المواقع النووية الإيرانية، إلا أن المسار ذهب باتجاه أكثر إرباكاً للمشهد في المنطقة عموماً، باغتيال رئيس منظمة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإيرانية محسن فخري زادة، والهدف الأساسي بحسب مختلف وجهات النظر تعميد أي طريق للمفاوضات مستقبلاً بين ترامب وإدارة بايدن، بالدماء والنيران التي لا تمر آثارها بدون انتقام بالنسبة للإيرانيين، وهو ما يبحث اليوم على الطاولة، أي كيف سيكون الرد الإيراني هذه المرة.

قد يكون الاختراق الأمني الذي أدى إلى استشهاد زادة آخر الهجمات في ظل ما تبقى من حكم ترامب وقد لا يكون، لكن المؤكد أن الرد الإيراني لن يقف عن حدود أي من الولايتين، سواء في ظل حكم ترامب أو حكم بايدن، والسيناريوهات المتاحة والمعروفة للجميع هي إما توجيه ضربة للقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، أو تحريك إحدى الجبهات مع العدو الإسرائيلي، ومن غير المستبعد أن يكون الرد مرة أخرى في الأراضي العراقية، ولكل احتمال أبعاده وحساباته، على اعتبار أن أي ضربة للقواعد الأمريكية في الخليج سيحتم رداً أمريكياً يوازي الفعل الإيراني قوةً وشدة، وهو خيار يفتح باب المواجهة على مصراعيه، أو أن يكون الخيار الثاني، وهو أيضاً شبه معطل في ظل وجود حيثيات مربكة لوضع لبنان الإقليمي والداخلي عموماً، وحتى لوضع سورية المنهارة اقتصادياً ووجود القوات الروسية فيها، الأمر الذي يربك الإيرانيين حتماً، ليبقى الخيار الأكثر رجوحاً هو التحرك من غزة، رغم حساسية المشهد هناك أيضاً.

ويبدو كل ما سبق في إطار القراءة المنطقية للمؤشرات والاحتمالات الواقعية المفترضة، إلا أن الرد الإيراني هذه المرة قد يكون أبعد من ذلك، وهو أيضاً احتمال يوضع على طاولة البحث في احتمالات الرد الإيراني، ومن غير المعلوم فيما إذا كانت نوايا طهران التحرك ميدانياً بضربات عسكرية أو عمليات استخباراتية مماثلة لما تتعرض له، ما يعني أن الطاولة مفتوحة على جميع الخيارات التي ترفع مستوى التصعيد في المنطقة، وتنذر بمزيد من الضغوط، قد لا تنتهي إلا بإبداء “بايدن” نوايا رسمية لفك بعض العقد التي حبكتها إدارة ترامب في المنطقة، أي أن الحسابات سلبية مناصفة، على كلا طرفي الصراع، والكرة في المنتصف، والهدف القادم إما أن يسدد بحسن النوايا تجاه إيجاد حل وتسويات جديدة، أو العكس.

شاهد أيضاً

ارتفاع سعر غرام الذهب محلياً

شام تايمز- متابعة  ارتفع سعر الذهب في السوق المحلية،اليوم الخميس، 6 آلاف ليرة سورية للغرام …