رجل يتصارع مع السرطان في حلبة الحياة

خاص- شام تايمز – كلير عكاوي

“عندما تشعر في الاستسلام والرغبة في التوقف، تذكَّر أن الألم اليوم سيتحوَّل إلى قوة غداً”، هذا ما قاله “أديب السيد” عبر فيديو نشره، ليتحدَّث عن رحلة صديقه الشاب “قصي اليوسف” مع مرض السّرطان.

“قصي اليوسف” من مدينة حماة مهندس طاقة كهربائية، وحاصل على ماجستير في هذا المجال من جامعة البعث في مدينة حمص، تعرَّض بالشهر الرابع 2012، لإصابة بالغة بسبب رصاصة قناص طائشة جاءت تحت القلب، ما أدى إلى إصابته في الصدر، وأدى استخفاف الناس من الحادثة بقولهم” احمد ربك اللي ما متت”، إلى تشكيل حافز عند “اليوسف”، فدرس تأهيل الإصابات وعلم الحركة، وأعلن عن صحته الجيدة عام 2014، عبر صفحته الشخصية، معلِّقاً…”الرصاصة التي لا تقتلك تجعلك أقوى” وتسائل؟ عن عدد الأشخاص الذين ضيعوا فرصاً بالنجاة بسبب جملة “أنت لا تستطيع”.

واكتشف “يوسف” إصابته المتأخرة بمرض السرطان درجة ثالثة، بعد أن أجمع الأطباء على أنه يعاني من إلتهاب معوي، وبدأت فترة معالجته في مشفى الجامعة الأمريكية في بيروت، إلى أن عاد إلى سورية

وتغلّب على المرض بشكل مؤقت، ليعود ويتغلغل في جسده مع انتشار أكبر في عام 2018، ثم خضع

إلى البروتوكول العلاجي الذي مازال يتبعه إلى هذه اللحظة.

تحدَّث ” قصي يوسف” لـ ” شام تايمز” أن مرض السرطان سلب منه صحته وعمله ولكن أعطاه الصبر والعزيمة رغم آلامه الكبيرة، بعد تعرّضه للجرعات الكيماوية وحالته النفسية الصعبة عند تساقط شعره في كل مرة، مشيراً إلى أنَّه درس وقرأ قصص النجاح الشخصية التي قدّمت له التفاؤل والقوة، وأخذ شهادات عالمية بالتغذية والتدريب، ليتحوّل من مريض سرطان إلى مدرب صحة عامة واختصاصي في تدريب وتأهيل مرضى السرطان واستشاري في أحد المنظمات بالصحة العقلية النفسية، إضافة إلى أنه يدرس الماجستير بعلم الحركة من جامعة “سنترال ميزوري” وتبقّى على تخرجه  تسعة أشهر، بسبب الصعوبات التي واجهته وبسبب العقوبات على سورية، علماً أنه حالياً عضو للطب الرياضي بالكلية الأميركية.

وعبّر “يوسف” عن سعادته في تقديم المساعدة وفي التأثير الإيجابي على مرضى السرطان، الأمر الذي شجعه على فكرة افتتاح مركز تأهيل نفسي وجسدي لمرضى السرطان، بحسب خبرات شخصية لمرضى سابقين، ليس فقط من وجهة نظر العلم، علماً أن ” اليوسف” مازال قيد العلاج إلى حد الآن.

وبدوره الاختصاصي النفسي “علي عمار” أكد لـ “شام تايمز” أن معظم الدراسات النفسية أكدت على الترابط الوثيق مابين الحالة النفسية والصحة الجسدية للإنسان.

ويظهر لنا ذلك عندما نعلم أن الكثير من الأمراض الجسدية كارتفاع ضغط الدم، ضيق النفس، الكولون العصبي، القرحة المعدية ..الخ، إنّما يسبقها حالة نفسية سالبة تتسم بالتوتر والضغط والشعور بقلة الحيلة واليأس.

وبالمقابل أوضح “عمار” أن الحالة النفسية التي تظهر بها مشاعر الفرح، الأمل، التفاؤل، الصلابة والارادة والرضا، كثيراً ما تنعكس بشكل ايجابي على صحة الانسان الجسدية، حيث أن مثل هذه الحالة تعزز مناعة الإنسان وتقوي حصانته ضد الأمراض، ومثل هذه الحالة الإيجابية تعزِّز إفراز مواد من فصيلة الإندروفينات المعروفة بقدرتها على تسكين الآلام، فعند إفراز الإندورفين ، فإنه يرتبط بمستقبلات الألم فى الدماغ، و بالتالي يخفِّف الشعور بالألم، بالطريقة نفسها التي تعمل بها بعض الأدوية المسكنة للألم ، كما يعتقد كثير من العلماء أن الإندورفين هو المسؤول عن حالة الشعور بالسعادة.

هذه الحالة المتمثلة بالإشراق والتفاؤل والفرح والإصرار، تعبِّر بمثابة القوة الدافعة التي تسهم في تعزيز المناعة لدى الإنسان وتقوّي درجة الحصانة الذاتية تجاه أي نوع من أنواع الأمراض ومنها السرطان، ولعل هذا ما يفسر لنا سبب تماثل أصحاب الإرداة والصلابة النفسية والمتفائلين للشفاء بسرعة أكثر من غيرهم مثل “قصي اليوسف”، بحسب ما أكد الاختصاصي النفسي.

شاهد أيضاً

أسعار النفط عالمياً

شام تايمز – متابعة واصلت أسعار النفط، اليوم الخميس، المكاسب التي بدأتها في الجلسة السابقة وسط …