كل ما نشهده اليوم على أرض الواقع من أزمات , وشح في المواد الأساسية للمواطن هي نتائج مباشرة للحرب الكونية التي تعرض لها بلدنا منذ سنوات ولايزال , والحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة , لكن ذلك يمكن اعتباره فرصة كبيرة لاستدارة سريعة يمكن من خلالها الاعتماد على الذات وتطوير ما نملكه من قدرات مادية وبشرية , واستثمار الكفاءات المحلية المتوافرة في كل المؤسسات على اختلافها وتنوعها..
والأهم العمل على التخلص من عقدة (الأجنبي) تحت مسميات مختلفة، منها الخبير, ومنها الاستشاري وغير ذلك من صفات استثمرها الأجنبي ومن يعاونه من أصحاب القرار في المؤسسات لتدمير خبرتنا الوطنية وزرع حالة الخوف والتردد فيها وعدم الثقة في خطواتها العملية وحتى التخطيطية , ما استدعى هروب الآلاف منها من سوق العمل , وبالتالي عودتها تحتاج للكثير من المحفزات وهذا ما نفتقده اليوم في كل المؤسسات العامة وغيرها ..
وتالياً كل ما سبق يشكل عائقاً كبيراً أمام استثمار الموارد وإدارتها بالصورة الصحيحة نتيجة الظروف الصعبة التي فرضتها الحرب , ونالت من هذه المقدرات..
لكن هذا لا يعني أننا لا نملك مقومات تسمح لنا باستثمار ما هو متوافر من موارد وإمكانات مادية وبشرية, واستغلال الظروف واعتبارها فرصة كبيرة للعودة نحو الاعتماد على الذات, وتسخير كل أسباب المعرفة في فرص الاستثمار التي من شأنها دعم الاقتصاد الوطني, والخزينة العامة بموارد اضافية ثابتة, تعيد القوة من جديد (للعملة الوطنية ) خاصة أن لدينا آلاف المنشآت والورش والمؤسسات الاقتصادية التي يمكن استغلالها لتحقيق مكون القوة التي تكفل عودة سريعة لقوة الاقتصاد وانعكاسها بصورة مباشرة على المواطن في تحسين مستوى المعيشة..
وهذا لن يتحقق إلا بالتخلص من عقدة الأجنبي والاعتماد على المكون المحلي في إدارة الموارد , والأهم تطبيق عملية انتقاء سليمة للإدارات التنفيذية في تلك المؤسسات لإدارة الحالة الاقتصادية , ومتابعتها بصورة مباشرة وتطبيق مبدأ الحساب في المكافأة والعقاب على النتائج , ولكن قبل كل ذلك لابد من اختيار المديرين أصحاب الخبرة والكفاءة في إدارة دفة العمل الاقتصادي وإبعاد المديرين الانتهازيين من مواقع العمل, وبهذه الصورة يمكن استغلال الأزمات والاستفادة منها لتصويب آلية العمل بما يحسن من حالة الاقتصاد الوطني وتقويته ضمن هذه الظروف الصعبة , وانعكاسه بصورة مباشرة على معيشة المواطنين , وبغير ذلك نجانب الصواب والأمر الصحيح ..!؟

سامي عيسى