بين مؤيد ومعارض لها، هناك تداول بشأن إمكانية إلغاء العديد من التخصصات من كلية الهندسة الزراعية، من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
مؤيدو فكرة الإلغاء، أن هناك العديد من التخصصات التي أحدثت في السنوات الأخيرة لا يوجد لها علاقة مباشرة بعمل المهندس الزراعي، لا بل يذهب هؤلاء للقول -كما حدثني أحد عمداء كليات الزراعة-: يتخرج المهندس والزراعي وهو ضائع في تلك التخصصات ولا يدري ماذا يفعل إذا وضع في موقف حرج تجاه مسائل تخص وقاية النبات على سبيل المثال، أو التقليم للأشجار، وغيرها من الأمور.
ويضيفون: ما علاقة الهندسة الزراعية بتخصصات الهندسة الريفية، وقسم الآلات الزراعية، والصناعات الغذائية، والاقتصاد الزراعي، وكذلك الإنتاج الحيواني؟ ويقترحون نقلها لكليات أخرى ككليات الهندسة المدنية والميكانيك والتقنية، والاقتصاد والبيطرة
أما المدافعون عن بقاء تلك التخصصات المحدثة من عدة سنوات، فيتساءلون: هل تخدم هذه الخطوة التوجهات نحو تشجيع الزراعة؟، خاصة مع الحصار الخانق الذي يعانيه الوطن، إضافة للكوارث الطبيعية، وغير الطبيعية المفتعلة بفعل فاعل، كموسم الحرائق الذي لم يسلم منه حتى الحجر.
بالمناسبة هل تم سؤال أصحاب الشأن من أساتذة كليات الهندسة الزراعية في المحافظات التي توجد فيها تلك الكليات بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود ونيف على افتتاح تلك التخصصات عن رأيهم في تلك الخطوة وتصوراتهم؟
وآخرون يقترحون الإبقاء على الأقسام المتعلقة بالإنتاج الزراعي فقط، والأقسام التي يراها المعنيون بمقترحهم ضرورية هي المحاصيل الحقلية والبساتين وأمراض ووقاية النبات والبيئة والمراعي والتربة والحراج والغابات.
يبدو أن من اقترح نقل قسم الإنتاج الحيواني إلى كلية الطب البيطري، تناسى أنه بذلك يلغي نصف مكونات كلية الهندسة الزراعية، لأن الزراعة في الأساس تقوم على جانبين هما القطاعان النباتي والحيواني، وعندها كأننا نقول لوزارة الزراعة:( ما إلك علاقة إلا بزراعة النباتات ولا علاقة لك بتربية الحيوانات والدواجن والأسماك وغيرها), فهل يعقل ذلك؟
خلاصة القول, وكمهندس زراعي- تخصص اقتصاد زراعي تخرج في جامعة دمشق، أين كانت الفطنة للمعنيين حين تم إحداث تلك التخصصات؟ ولماذا دائماً حياتنا تجارب، ولا يكون هناك استقرار في الرأي تجاه مسائل حيوية تتطلب الدراسة والتمحيص والتدقيق قبل إقرارها أو إحداثها؟

أيمن فلحوط