الشريط الإخباري

ماكرون من رجل “سياسة” إلى رجل “عقيدة” متطرف

شام تايمز – فرنسا

رداً على نحر مراهق شيشاني لاجئ في فرنسا لمعلم فرنسي، عرض أمام طلابه صوراً كرتونية للنبي محمد، قال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” خلال حفل تأبين المدرس في جامعة السوربون، إن “صمويل باتي” قتل لأن الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا ويعرفون أنهم لن يحصلوا على مرادهم بوجود أبطال مطمئني النفس مثله.

وأضاف “ماكرون” لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض، سنقدم كل الفرص التي يجب على الجمهورية أن تقدمها لشبابها دون تمييز وتهميش، سنواصل أيها المعلم مع كل الأساتذة والمعلمين في فرنسا، سنعلم التاريخ مجده وشقه المظلم وسنعلم الأدب والموسيقى والروح والفكر.

الكاتب والمحلل السياسي “نزار الجليدي”، أكد لـ”شام تايمز” أن ما يحدث في فرنسا هو تسلسل لبعض الأحداث وأولها الخطأ الاتصالي الذي وقع فيه “ماكرون” في مأزق، ورسائله لم يكن لها وقع كبير لأنها لم تمر كرسالة سياسية بقدر ما هي رسالة عقائدية، حيث أنه كان يريد توجيه رسالة سياسية لـ”إردوغان” الذي يريد أن يحمل ما يسمى بلواء “الهلال السني” ويريد أن يشبع العالم بكل ما هو قومي إسلامي، ولكن عندما قال “ماكرون” أن الإسلام في أزمة، أخطأ اتصالياً، رغم وجود أزمة حقيقية لدى المسلمين في فرنسا وأوروبا لأنهم لا يريدون أن يتكيفوا مع واقع الحال واقتصادات الدول التي يعيشون فيها والمستجدات في العالم، وفي النهاية تطورت الأمور إلى أن وقعت حادثة الأستاذ.

وأوضح “الجليدي”.. كلنا ضد هذه الحادثة التي لا تدل إلا على العنف، لكن استجرار المسلمين في حرب كلامية عن الرسول، هو ذهاب إلى الخطأ ولتأكيد أن المسلمين لهم طعم الجريمة في حياتهم، وفرنسا استعملت كل وسائلها لتقول إنها البلد التي تُضمن به الحريات والدليل أنها تنشر الرسوم الكاريكاتورية للرسول ولكل الديانات.

وبيّن أن هناك حرب سياسية حقيقية لدى الحكومة الفرنسية، وتعرف جيداً بأن إردوغان يخفي لها ورقة ما يسمى الهجرة غير الشرعية، وخاصة من ليبيا فهناك 14000 إرهابي جمعوا من سورية، ويعلمون أن الرجل مستعد لحمل نسبة كبيرة منهم إلى أوروبا”.

وقال “الجليدي” إن تصريحات الحكومة الفرنسية كانت متسرعة لأن الحزام السياسي لماكرون ليس سياسي بل هو حزام حزبه الذي نجح في الانتخابات، مبيناً أن “ماكرون” ليست لديه خبرة سياسية، ومن قدموا له النصيحة هذه المرة أخطأوا التقديرات باعتبار أن هناك حالة بركان أصلاً في مدينة باريس، معروفة منذر 30 سنة أن هناك تعايش في اللااندماج بين ضواحيها وباريس العاصمة.

وأضاف أن كلام الحكومة الفرنسية كان خطأ، والدليل أنها ارادت فرز لهؤلاء لأنها لحد هذه اللحظة أوقفت حوالي 231 شخصية معروف عليها بالراديكالية وهم من المهاجرون، ومنذ تسلم وزير الداخلية الفرنسي المنصب كان له موقف من الإسلام السياسي، مشيراً إلى أن الحكومة الفرنسية غير متوازنة في تصريحاتها ولكن من جهة أخرى متوازنة لأنها مصرة على فرنسا العلمانية وحرية التعبير وتريد أن تدافع عن نفسها مما يسمى بالتطرف.

شاهد أيضاً

“المارديني” يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو تعزيز التعاون

شام تايمز – متابعة على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته …