“سرطان الثدي” ينتحر بسبب انفصاله عن امرأة

شام تايمز – كلير عكاوي

ليس أكثر من عاشق كاذب، يلامس الروح والجسد دون إذن، وعندما يتغلغل في الأعماق، يكشف عن غدره ونفاقه، أنا لا أتحدث عن شخص بعينه، بل عن “سرطان الثدي”، الذي يصيب النساء ونسبة قليلة من الرجال، ويودي بهم إلى حياة أخرى لم تكن بالحسبان.

السيدة لطيفة “أم شادي” البالغة من العمر 57 عام، لم تدع سرطان الثدي ينتصر عليها، بل كانت مثالاً للقوة والإرادة وحكمة التعامل معه، حيث بدأت قصتها مع المرض في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، بعد أن لاحظت انتفاخاً في حجم الثدي الأيمن مع ميلان حلمة الصدر إلى اللون الأزرق، وخلال متابعتها ومراقبتها لنفسها، تبين لها خلال شهر وجود كتلة بالثدي.

وتحدثت لطيفة لـ “شام تايمز” عن حال بعض الأطباء التجاريين، الذين يستغلون المرضى في هذه الحالات الحرجة قائلة.. “صُدمت من أسلوب الطبيب المادي، حين أكد لي ضرورة استئصال الكتلة، إضافة إلى استئصال الثدي بالكامل عند الحاجة، ثم التعرض للكيماوي في مشفى البيروني”.

وخضعت “لطيفة” إلى جميع الفحوصات (فحص عادي – ماموغرام – خزعة) في مركز “الهلال الأحمر – بالمزة”، وأجرت عملية استئصال الكتلة، بعد نتيجة الخزعة، بكل إيمان دون خوف، ليتبين أن الكتلة سرطانية، ثم خضعت إلى عملية استئصال الثدي وتجريف تحت الإبط، وبعد شهر تقريباً من العملية، بدأت بجرعات الكيماوي وتغلبت على أوجاعها بشرب العصائر الطازجة وتناول الطعام قليل الدسم.

لم يؤثر سقوط الشعر على كيان “لطيفة”، فكانت تمتلك الأمل والدعم بفضل زوجها وأولادها، وعاشت حياتها بشكل طبيعي، ومارست جميع النشاطات التي تحبها، إلى أن أجرت تحاليل وصورة (باتسكان) بعد انتهاء الجرعات، لتصدر النتيجة بالشفاء التام والإعلان عنها في تاريخ 14/ 10/2020، وأضافت.. “أسرتي كان دورها إيجابي، وكنت دايماً على ثقة أني سأعود إلى ما كنت عليه بل أحسن من ذلك والحمد لله”.

وليست “لطيفة” الوحيدة التي تعرَّضت للقلق من “سرطان الثدي”، بل العديد من السّيدات، اللواتي يفحصن بشكل دوري وخصوصاً في هذا “الشهر الوردي” الذي امتلأ بفحوصات لا تحصى في المشافي الحكومية عموماً، والكثير من مبادرات الجمعيات والمراكز الطبية والعيادات الخاصة والفرق التطوعية، التي كان لها دوراً كبيراً في تشجيعهن على فحص الثديين.

ومن المبادرات المساهمة مبادرة فريق “رياض الخير” التطوعي، بعنوان ” أنت الأمل افحصي لا تتأخري”، حيث أثبت نفسه خلال التعاون والتضحية في العمل مع “عيادة الأمل الخاصة” بقيادة الدكتور حسن الحسن، التي تقدم الفحوصات المجانية لسرطان الثدي، علماً أن فريق “رياض الخير” سبق وشارك في مبادرات عديدة لسرطان الأطفال في الفترة السابقة.

وأكدت رئيسة فريق “رياض الخير” التطوعي “رولان مشوَّح” لـ “شام تايمز” أن الفريق يسعى دائماً لنشر التوعية والإيمان المطلق بمساعدة الآخرين، والعمل على تنسيق جلسات تدريبية تثقيفية حالية، تساهم في تشجيع جميع سيدات المجتمع لفحص “الإيكو” المجاني للسيدات التي تتراوح أعمارهن فوق الثلاثين عام، وفي حال عدم الاطمئنان والشك، تتعرَّض السيدة لفحص “الماموغرام”، مشيرة إلى أن نتائج جميع الحالات التي جاءت من قبلهم إلى هذه اللحظة، سلبية، ويقتصر وجود الأكياس عند أغلبهن في هذه الحالات، مُعلنة استمرار هذه الحملة إلى 25 / 10/2020، علماً أن “عيادة الأمل” تعمل على فحوصات سرطان الثدي بشكل دوري ومجاني على مدار العام.

شاهد أيضاً

تخريج طلاب كورس “Tesol” الذي أقامه معهد غولدن مايلستون بالتعاون مع مؤسسة المدربين السوريين

شام تايمز – جود دقماق أقام معهد “غولدن مايلستون”، أمس السبت، حفل لخريجي طلاب طلاب …