“البسطات” سوق الدراويش.. بيد كبار التجار!

شام تايمز – دمشق – زينة مخلوف

تشغل البسطات الشعبية حيزاً كبيراً من الأرصفة وحتى الطرقات، في العاصمة دمشق وغيرها، وتشكل مقصداً لمحدودي الدخل، على اعتبار أنها سوق كبير لمنتجات متنوعة بين ملابس وأحذية ومواد غذائية وحتى أجهزة الكترونية وغيرها، تفترش أرصفة منطقة “البرامكة” وغيرها من المناطق الشعبية، وبرغم ما تبديه من مظهرٍ غير لائق بالنسبةِ لمنطقةٍ تجتمع فيها كليات جامعة دمشق، فهي تحظى بإقبالٍ كبير من المارة، وصارت وجهة بديلة لكثيرين عن المحال التجارية في وسط المدينة بسبب ارتفاع الأسعار.

وتنقسم الآراء حول وجود “البسطات” ويقول “علاء” أحد المارة في البرامكة لشام تايمز “وجود هذه البسطات شكل حالة توازن بالنسبة لنا كمحدودي دخل ليس لنا القدرة على مجاراة الأسعار المرتفعة جداً في الأسواق النظامية”.

فيما يرى آخرون أنها تشوهاً بصرياً وسبباً للازدحام في المنطقة، وبحسب “سهى”.. “المنطقة بالأصل مزدحمة جداً ووجود هذه البسطات زاد من حجم الازدحام إضافةً لما تشكله من تشوه بصري ومنظر غير حضاري للمدينة”.

ورغم سلبية المواقف، إلا أن هنالك من يؤيد وجود “البسطات” ولكن بأماكن مخصصة لها، ويعتبر “محمد” طالب جامعة “البسطات ضرورية بهذه الظروف، وخاصةً في ظل ارتفاع الأسعار، ولكن يفضل تنظيمها بمناطق أخرى كي لا تسبب الازدحام”.

أما عن رأي أصحاب البسطات أو العاملين بها فقال “ربيع – اسم مستعار” العامل لدى صاحب إحدى البسطات.. “البسطات ليست التشوه البصري الوحيد في المدينة، وهناك مشاهد عديدة أكثر تشوهاً منها وخاصةً بعد الحرب التي تعرضت لها البلاد، كما أوضح لـ “شام تايمز” أن هذه البسطات هي مصدر رزق لهم كعاملين”.

ورغم ظن كثيرين أن البسطات بمعظمها لأصحابها الفقراء، إلا أن الحقيقية بحسب “ربيع”.. “ترجع ملكية أغلب البسطات لعدد معين من التجار”.

وفي هذا السياق صرّح عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق “مازن غراوي” لـ”شام تايمز” مؤكداً أن المحافظة على علم بأن مالكي معظم البسطات من كبار التجار، ولكن بنفس الوقت يوجد فئة من البسطاء والدراويش تسعى لكسب رزقها منها.

وبالنسبة للإجراءات المتبعة من قبل المحافظة بما يخص البسطات تابع “غراوي”.. “أنه في الآونة الأخيرة حصل غض نظر من قبل المحافظة كمراعاة لظروف المعيشة الحالية، كما تعمل المحافظة الآن على الحد من هذه الظاهرة بمحاولة إيجاد تجمعات خاصة بالبسطات “الأسواق الشعبية” وتدرس فكرة توحيد نموذج للبسطات”.

وبرغم ما تثيره من فوضى وازدحام، تبقى البسطات سوقاً متنوعاً لشريحة لا يستهان بها في ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية.

شاهد أيضاً

بدء امتحانات الصفوف الانتقالية وأسلوب امتحاني جديد لأول مرة

شام تايمز- متابعة  توجه ،اليوم الأربعاء، أكثر من 3 ملايين تلميذ وطالب من الصفوف الانتقالية …