تسالي الأطفال صارت ترفاً.. و”الخرجيّة ما بتشتري بسكوتة”

شام تايمز – مارلين خرفان

لحظات السعادة التي حظينا بها لدى حصولنا على “الخرجيّة” اليومية في صباحات المدرسة عندما كنا أطفالاً، لا يحظى أبناؤنا بها اليوم، ففي الماضي كانت الـ 50 ليرة تمكّن الطفل من شراء التسالي التي يعشقها، ولكن الآن وبعد سنوات الحرب على سورية حُرم غالبية الأطفال من أبسط حقوقهم في التلذذ بقطعة بسكويت أو شوكولا أو كيس شيبس، وسط أزمة اقتصادية خانقة أثقلت كاهل الأسرة بكل أفرادها وأثرت سلبياً على الدخل الأسري، ولم يعد بمقدور الأهالي تقديم “الخرجيّة” المناسبة لأسعار التسالي أو “الأكلات الطيبة” كما يحلو للبعض تسميتها والتي ارتفعت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق.

الشوكولا مو لإلي
يضع”تيم” ذو التسع سنوات عينيه على قطعة بسكويت مغطسة بالشوكولا الداكنة، لكن فرحته لم تكتمل حين رأى تسعيرة القطعة 300 ليرة، ليجول ببصره باحثاً عن قطعة ذات الـ 150 ليرة، والتي كان ثمنها قبل أشهر 50 ليرة، ويقول تيم: “ما بيكفي أنو صارت صغيرة وما عاد طيبة وكمان صار حقا 300 ليرة الشوكولا مو لألي”.

محرومون
تعطي “ماري”، 37 عاماً 200 ليرة لأبنائها الاثنين في المرحلة الإبتدائية، و500 ليرة لابنها الثالث الطالب في الشهادة الثانوية، وتقول الموظفة في القطاع العام: ” الأطفال هم أكثر من ظُلم خلال سنوات الحرب على سورية، والآن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، لم يعد بمقدورنا أن نلبي جميع متطلباتهم”، وتتابع: “أعلم أن الـ 200 ليرة لا يمكن أن تشتري أكثر من قطعة بسكويت “ممسوخة”، وأن الـ 500 ليرة لا تكفي طالب ثالث ثانوي لتصوير أوراق أو أجرة المواصلات لكي يتبقى ما يشتري به “بسكويتة”، وبالتالي حرموا أولادي من أغلب التسالي”.

ما دخلني
“هيثم” صاحب بقالية يقول: “أنا ما دخلني.. الشركة التي تنتج البسكويت والشيبس هي من رفعت الأسعار”، مبيناً أنه في حال عادت الشركة وخفضتها فإن الكمية التي لديه لن يخفضها وسيبيعها بالسعر الذي اشتراه حتى تنفد.

تُسعّر حسب مكان المعمل:
مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “علي ونوس”، أكد لـ “شام تايمز” البدء بضبط أسعار المواد والسلع الأساسية كمرحلة أولية، وقد تعمّم على باقي السلع والمنتجات، وبناءً على التوجيهات الحالية تم تثبيت المواد الأساسية التي تتطلبها المائدة السورية.

وأوضح “ونوس” أن باقي المنتجات تسعر مكانياً من قبل مديريات التجارة حسب المنطقة التابع لها المعمل وفق بيان التكلفة وتكون موثقة وموضوعة في المديرية، مبيناً أنه في حال وردت أي شكوى تتعلق بالتسعيرة، تعود المديرية لمراجعة بيان التكلفة، وهنا يتم إعادة دراسة التكلفة وإما تثبيت التكلفة أو السعر.

وفيما يتعلق بجودة وحجم منتجات تسالي الأطفال، أرجع مدير الأسعار السبب إلى الشركات التي انخفضت مبيعاتها لأن قيمة القطعة عالية، فحافظت الشركة على السعر وخفضت الكمية، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.

شاهد أيضاً

ياباني ينجو من فكي دب

شام تايمز- متابعة استعان ياباني بفنون الكاراتيه للدفاع عن نفسه ونجح في النجاة من هجوم …