حلب تجد حلاً.. لأزمة البنزين في “بلد الطوابير”!

شام تايمز – حلب – كلير عكاوي

لم يعد الشعب السوري يغني لفيروز “أنا من بلد الشبابيك” لأننا أصبحنا من بلد الطوابير بالفترة الأخيرة نقاتل على لقمة العيش بالدور، ننتظر رسالة الغاز بالدور، وتزورنا الكهرباء بالدور، وننتظر ساعات لتعبئة السّيارات بالبنزين أيضا بالدور، حياتنا صارت عبارة عن دور نقضيه مرغمين في صفوف الانتظار وهدر الوقت والجهد، عوضاً عن استكمال أعمالنا ويومياتنا بهدوء وطبيعية، وصار المواطن مشغولا بتأمين حقوقه بدلا من التفكير في أحلامه.

صمت مطبق:

وتزيد أزمة البنزين القائمة من تردي الواقع المعيشي في البلاد عموماً، وسط صمت حكومي كسره تصريح لوزير النفط حمل فيه الحصار الأمريكي مسؤولية تفاقم الأزمة، بعد أسابيع من محاولات للاتصال بالمعنيين أو المسؤولين، لكن دون جدوى، فيما المواطنون يقضون ليلهم على الأرصفة وفي السيارات بانتظار بضعة ليترات تسد رمق سياراتهم.

وما يزيد من حنق المواطنين ويبقى دون جواب، استمرار ظاهرة تهريب المحروقات وبيعها في السوق السوداء، علماً أن (بيدون) البنزين يصل سعره على الطرقات إلى ٤٥٠٠٠ ل.س، فيما أكدت مصادر خاصة لشام تايمز العمل على ملاحقة المخالفين وأعربت عن أملها في الوصول إلى انفراج للازمة خلال 15 يوماً.

محافظات سورية تشتعل دون بنزين:

ليست دمشق الوحيدة برحلة الطوابير، بل يتماثل حالها مع حمص ودرعا وحلب والساحل وحماة، حيث الانتظار يتجاوز 12 ساعة، وربما يطول أكثر من ذلك، بين أرتال طويلة من السيارات تصطف وتغلق الشوارع، عدا عن الأشخاص اللذين يركنون سياراتهم أمام باب المنزل دون التفكير مطلقاً بالذهاب إلى العمل.

ما علاقة صيانة مصفاة بانياس؟

في تصريح سابق لمدير شركة مصفاة بانياس بسام سلامة لصحيفة تشرين مؤخراً، أنه تم تجهيز المصفاة لعمرة كاملة ستبدأ في 15 أيلول وتستمر بحدود 25 يوم وذلك بعد مرور 7 سنوات على آخر صيانة شاملة لها، وذكر سلامة أنه “سيتم استبدال وتغيير أجزاء مهمة جداً في المصفاة، ما سيؤمن عملها بشكل آمن ومستقر، وبالتالي إمكانية زيادة الإنتاج مستقبلاً”.

وبالرغم من تزامن إصلاح “مصفاة بانياس” مع الازدحامات التي تشهدها محطات الوقود في المحافظات إلا أنها ليست السبب بحسب مصادر شام تايمز، بل إن مصفاة بانياس تنتظر توريداتها من النفط الخام أيضاً.

حلب السباقة.. بيع مادة البنزين على أرقام السيارات:

وبهدف تنظيم عملية بيع مادة البنزين في محطات الوقود والحد من الازدحام، اعتمدت محافظة حلب وبشكل مؤقت آلية تخصيص الكازيات.

وبدوره أكد رئيس مجلس محافظة حلب “أ.محمد حنوش” لـ”شام تايمز” أنه تم تخصيص “محطة شبارق” للفئات التالية ( الضباط – القضاة – المنظمات الشعبية – النقابات المهنية – مفتشو الهيئة المركزية – القوات الرديفة – أعضاء مجلس الشعب – أعضاء مجلس المدينة) مع الإبقاء على توزيع السيارات العامة والخاصة على المحطات المحددة كما هي، مشيراً إلى استجرار السيارات الحكومية من المحطات المخصصة لها اعتباراً من الساعة الواحدة ظهراً أما بالنسبة للسيارات الخاصة فيتم تطبيق نظام نهايات أرقام السيارات أي في اليوم الأول /1 و 2 / – في اليوم التالي /3 و 4/ وهكذا.

علماً أنه يتم تطبيق النظام المعتمد الحالي بحيث يتم تعبئة السيارة الواحدة بكمية /20/ ليتر فقط، وفي الإطار اتخذت المحافظة أيضاً إجراء إلغاء الدوام المسائي في جميع المحطات بشكل نهائي، وفتح جميع المحطات اعتباراً من الساعة السابعة صباحاً وحتى انتهاء الكمية.

وأكد “حنوش” على مطابقة البطاقة الذكية على رقم السيارة، محذراً محطات الوقود بضرورة الاحتفاظ بالفواتير المباعة وتسليمها لمندوب فرع محروقات حلب، كاشفاً عن بدء تطبيق هذه الآلية اعتباراً من الخميس.

يُذكر أن مدينة حلب كانت من أولى المدن التي شهدت تفاقماً في أزمة البنزين، وكانت السباقة في إيجاد حل لتخفيف الازدحام، لعل بقية المحافظات تحاول اتباعه إلى أن يأتي الفرج.

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة

شام تايمز – متابعة جدد الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال …