“محمية صلنفة” رئة سورية التي انهكتها الحرائق والتقصير الحكومي

شام تايمز – بقلم مدير التحرير: هاني هاشم

تعتبر محمية غابة الشوح والأرز في مدينة “صلنفة” التابعة لمنطقة “الحفة” في محافظة اللاذقية من الغابات النادرة التي تتمتع بجمال أخاذ وطبيعة ساحرة، وقد جعلت خصوصية هذه الغابة الجهات المعنية بالقطاع الحراجي في سورية تصنفها كمحمية طبيعية، وذلك بهدف الحفاظ عليها ووضع حد للتعديات التي قد تحصل عليها.

وتعتبر “المحمية” الغابة المتوسطية الوحيدة في هذه المنطقة وهي غنية بالأيل الأسمر والخلد والقنفذ وحتى فأر الغابات وغيرها من الأنواع، كما تعتبر أحد مقومات الحياة الطبيعية البرية لدى أبناء “صلنفة” الذين يتشاركون مع الجهات المعنية حمايتها والعناية بها ما يجعلها تتألق كاللؤلؤ في قمم “صلنفة” بمنظرها وملابسها الجميلة التي تتلون مع كل فصل من فصول العام.

حيث تمكن عناصر الإطفاء وآليات مديرية الزراعة باللاذقية من إخماد الحريق الذي اندلع اليوم السبت في الأحراج الشرقية لمنطقة صلنفة وتجري عمليات تبريد للموقع حتى الآن منعاً لتجدد الحريق.

وذكر “مهند جعفر” قائد فوج إطفاء اللاذقية في تصريح لوكالة “سانا” أن الحريق الذي لم تعرف أسبابه حتى الآن اندلع في الأحراج الشرقية لمنطقة صلنفة حيث بذل عناصر الإطفاء جهوداً كبيرة للسيطرة عليه والحيلولة دون اتساعه وتم إخماده، ولفت جعفر إلى أن فرق الإطفاء وآليات مديرية الزراعة تعمل على إخماد حريق آخر اندلع اليوم في أحراج موقع “جبل الشعرة” بريف اللاذقية حيث تعمل على السيطرة عليه للحيلولة دون انتشاره إلى مناطق أوسع.

وأوضح جعفر أن الحريق ينتشر في موقع “قاموع الخيالة” على الحدود الفاصلة بين محافظتي اللاذقية وحماة من جهة منطقة صلنفة وهي منطقة حراجية طبيعية ذات تضاريس صعبة، وأشار جعفر إلى أن عناصر الإطفاء بالتعاون مع عدة جهات بالمحافظة أخمدوا أمس الجمعة 13 حريقاً في أنحاء متفرقة بينما تتواصل عمليات إخماد الحريق في الأحراج القريبة من قرية “الغنيمية” بريف اللاذقية الشمالي.

ورغم أن أشجار الشوح والأرز تتوزع في أنحاء مختلفة من مدينة اللاذقية إلا أن “صلنفة” تعتبر من أغنى مدن الساحل بهذه الشجرة التي يختلف نوعها هناك عن غيرها.

ويجمع عدد من أخصائيي الطبيعة على ان أشجار الشوح والأرز في “صلنفة” نادرة الوجود في منطقة حوض البحر المتوسط وإن وجدت فهي لا تتمتع بالخواص التي تتميز بها تلك التي تنمو في محمية “صلنفة”.

وتمتلئ المحمية بالحيوانات الجبلية والزواحف والطيور حيث تمتلك كل متطلبات عيشها، فالمحمية فيها كل مقومات الحياة الطبيعية النظيفة وتقع على قمة عالية بحدود 1500 متر عن سطح البحر.

وتمتد المحمية على مساحة كبيرة ما يقارب ألف هكتار، ورغم أن التغطية النباتية الشجرية لا تتجاوز أكثر من خمسين بالمئة من مساحتها إلا أنها تبدو كثيفة نظراً لتفرع أشجارها إلى أجزاء كبيرة تأخذ شكل الدائرة وفي أحيان كثيرة تمتد أغصانها حتى الأرض متدلية من الأعلى ومشكلة لوحة بانورامية فريدة بحسب مختصين.

من جهة أخرى ولليوم الثالث على التوالي تكافح فرق وآليات فوج اطفاء حماة ومصياف والدفاع المدني للسيطرة على الحريق الكبير الذي اندلع في حراج “بيرة الجرد” ومفرق “عين البيضة” في ريف مصياف ولكن اشتداد سرعة الرياح ووعورة المنطقة وارتفاع درجات الحرارة تعيق الجهود المبذولة لذلك.

ووصف العقيد “ثائر الحسن” قائد فوج اطفاء حماة في تصريح لوكالة “سانا” عمليات إخماد الحريق بالصعبة والشاقة لان المنطقة التي تمتد فيها النيران شديدة الوعورة والانحدار وتكاد تخلو من طرق الوصول إليها مشيراً إلى أنه يجري حاليا التعامل مع مناطق زحفت اليها النيران في أعالي الجبال عند موقع “الشيخ زيتون” و”النبي متى” لافتاً إلى أنه تم استقدام تعزيزات من سيارات الإطفاء وطواقمها إلى قرية “المشرفة” التي تتجه النيران نحوها لمحاصرة النيران وقطع خطوطها.

من جهته أوضح المهندس “رفيق عاقل” عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة في حماة في تصريح مماثل أن جهود فرق الاطفاء حاليا تنصب باتجاه منع امتداد النيران لقرية “المشرفة” والقرى والمواقع المتاخمة لها مبيناً أن وعورة تضاريس المنطقة وارتفاع حرارة الطقس يصعبان من إخماد الحريق الذي أتى على مساحات واسعة من أشجار السنديان والسرو والصنوبر المعمرة.

وفي السياق ذاته قدر “غياث الراشد” رئيس الجمعية الفلاحية في قرية “بيرة الجرد” المساحات الخضراء التي التهمتها النيران بأكثر من 2000 دونم، مشيراً إلى أن وعورة المنطقة واشتداد الرياح ساهما باتساع نطاق النيران وامتدادها لمناطق مجاورة كحراج “المجوي” و”الشميسه” و”الملزق” و”الشيخ زيتون” لافتاً إلى أن صهاريج وكوادر الإطفاء تعمل على قطع خطوط النيران عن قرية “بيرة الجرد” ومحاصرة الحريق.

بالمقابل تستمر الحرائق في عدد من المحافظات شمالاً وجنوباً بسبب ارتفاع كبير على درجات الحرارة في سورية وصل إلى 11 درجة فوق المعدل السنوي لهذه الفترة بالإضافة إلى سرعة الرياح، حيث وصلت الحرائق إلى حمص ودرعا والسويداء وريف دمشق، وتحدثت مصادر في الأرصاد الجوية أن الحرارة ستنخفض اعتباراً من الأربعاء المقبل

شاهد أيضاً

الرئيس “الأسد” يصدر قانوناً بإحداث وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات

شام تايمز – متابعة أصدر الرئيس “بشار الأسد”، أمس الاثنين، القانون رقم (25) لعام 2024 …