الحرائق تلتهمنا.. النيران أتت على كل شيء!

شام تايمز – سارة المقداد

إذا نظرنا للحظةٍ ما إلى الحرائق التي تشهدها سورية في آونتها الأخيرة، من المحتمل أن نقول إن بلادٍ كتلك لا يأكل البرد عظامها، ولا يضيع معطفها في صحراءٍ ما، ولكن الواقع على العكس تماماً، وكيف ذلك والنيران تأتيك من كل حدبٍ وصوب، وأقصد هنا نيران الحرب والطبيعة والحراج، والأسعار، وقلوبنا أيضاً.

“قلبي عم يحترق” جملةٌ باتت تلازم السوريين صباحاً ومساءً، وتجعلك تتمنى أن يكون لك قلباً بديلاً أو الأفضل أن تضعه داخل “ثلاجة” فِيبرُد، وكأن عليك أن تقتنع أن لا معنى لشعور قلبك في بلاد تلتهمها الحرائق من أوسع غاباتها “الغاب” وتُجبر عدداً من أسر المنطقة على مغادرتها، وتُخمد حرائقها في حمص.

وبين قلبك وأشجار بلادك، ينفجرُ بركانٌ يسيلّ انصهار حممه بين أسعار الأجارات، الكهرباء، الماء، الغذاء، الدواء، والثياب أيضاً، الثياب التي ترتديها ممزقة تحت أكتافك، وتسير بها ببطء شديد إلى الحياة، ساحباً ساقك اليسرى، محاولاً إخفاء خجلك مما تعيش، وكأن حرارة الحريق وصلت إلى وجنتيك.

من عرق سائق السرفيس، إلى بائع الفواكه، ومعتمد الخبز، وصولاً إلى الفروج الذي وصل سعره اليوم إلى “14000” ليرة سورية، وصار يحرق عيون المارين ويعميهم عن دورانه المثير، تصل إلى قناعة مفادها، أن قلبك بات اليوم عجينة تُخبز كل صباج وتحترق، وتُرمى كأنها لم تكن.

شاهد أيضاً

الرئيس الفلسطيني يجدد مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة

شام تايمز – متابعة جدد الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال …