الشريط الإخباري

ليس دفاعاً عن أحد ولكن..

شام تايمز – بقلم مدير التحرير: هاني هاشم

لطالما انتظر الشارع السوري بشكل عام والمختصين والمتابعين بشكل خاص خبر تشكيل الوزارات المتعاقبة على سورية سواء قبل “الأزمة” أم خلالها، حيث تكثر التكهنات والتوقعات والتحليلات وأحياناً التهاني والتبريكات من قبل البعض في إطار “التنبؤ” باختيار “فلان” وزيراً، و”فلان” رئيساً للوزراء، وقس على ذلك، وربما هو أمر طبيعي وغريزي لدى الإنسان باعتباره يحب أن يستشرف المستقبل ويلقي نظرة إليه كما هو الحال في أخبار الأبراج والفلك وما تخبئه لنا النجوم، وربما الأمر أكثر من طبيعي بل ضروري ومُلِحْ لدى المواطن السوري صاحب الهم المعيشي الكبير لمعرفة ما ستحمل إليه الحكومة الجديدة والأيام المقبلة من حلول منتظرة.

ولعل المراقب للحكومة الجديدة التي أبصرت النور اليوم الأحد بالمرسوم الرئاسي رقم 221 لعام 2020 برئاسة “حسين عرنوس” يرى أن على هذه الحكومة “ذات التشكيلة المتوقعة إلى حد ما” أعباء كبيرة خلفتها أزمة تلتها أزمات باتت تلامس جدار العشر سنوات من عمر السوريين الغارقين في همهم (المعيشي) حالياً و(الأمني) سابقاً، الأمر الذي يضعها فعلياً أمام تحديات داخلية كبيرة عنوانها الأبرز “الوقوف مع المواطن وإرضائه”.

أما من جهة التشكيلة الحكومية الجديدة فقد فجر خروج اسم “عماد العزب” منها وحلول معاونه “دارم طباع” في منصب وزير التربية قنبلة مدوية على مواقع التواصل الاجتماعي لجهتين:

الأولى أن “العزب” استطاع خلال الفترة الماضية أن يحصد شعبية كبيرة بعد سلسلة الإصلاحات التي عمل عليها مع دائرته الضيقة وصولاً إلى كل عامل في الوزارة، ما فتح الباب أمام بعض رواد التواصل الاجتماعي لتصدير اسمه وبث شائعات أو توقعات أن يكون مستقبلاً رئيساً للحكومة، لكن الصدمة كانت بخروجه تماماً من التشكيلة الجديدة.

أما الجهة الثانية (وهي الأكثر مفاجئة) وصول الدكتور “دارم طباع” لمنصب وزير التربية، الأمر الذي لاقى استهجان الكثيرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي على اعتبار أنه طبيب بيطري، وأنه غير مناسب لهذا المنصب، ولكن ما لا يدركه “المهاجمون” هو أن “طباع” لديه خبرة وباع كبير في المجال العلمي والتربوي، فهو باحث وأستاذ جامعي موسوعي مختص في الصحة العامة وعلوم المناطق من ألمانيا، ويحمل شهادتي دكتوراه من جامعات “اليبزغ” و”جورج أوغوست بغغوتنغن”، كما يحمل شهادات تدريب في مجال أصول التعليم من “تيرامو” في إيطاليا، وفي مجال الإدارة الموجهة الأهداف من الوكالة الألمانية للتعاون الدوليGTZ ، ويحمل شهادة في مجال التربية البيئية والتربية الصحية والبحث العلمي من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وفنلندا واليونان واليابان والصين، وهو خبير معتمد في مركز أثينا لمنظمة الصحة العالمية في مجال تعليم العلوم الصحية والبيئية منذ أكثر من ربع قرن على مستوى دول حوض البحر الأبيض المتوسط ، بالإضافة إلى أن له العديد من المقالات والكتب والبرامج التلفزيونية والمحاضرات في مواضيع الثقافة العامة وثقافة الطفل والعلوم المختلفة.

ومما لا شك فيه ولا جدال أن أي عمل وزاري سواء في سورية أو أي بلد آخر في العالم (وخاصة العمل بالشأن العام) يفترض أن يعمل به أصحاب الاختصاص والأكاديميين المتمرسين، لأنهم الأحق من جهة، ولأن تلك الاعمال اختصاصية وحساسة، وتلامس كل الشعب من جهة أخرى، وهذا ما يسمى بـ “حكومة التيكنوقراط”، ولكن دائماً لكل قاعدة استثناء ولطالما وجدنا أشخاص أكفاء وأكاديميين يعملون في مجالات بعيدة عن دراستهم الاكاديمية لكنهم خبراء وضليعين في أماكن عملهم، وهذا أمر جيد ربما يخفى على الكثيرين “غير المتابعين” لهذه النقاط إلا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يصل البعض لدرجة الببغائية في حكمهم على هؤلاء الأشخاص، الامر الذي يزرع مفاهيم خاطئة في المجتمع أو لدى شريحة معينة تسيء للشخص المستهدف ولمن يقف خلفه وخلف من اختاره.

شاهد أيضاً

انطلاق المرحلة الثانية من تصفيات مبادرة تحدي القراءة العربي

شام تايمز – متابعة انطلقت المرحلة الثانية من تصفيات مبادرة تحدي القراءة، اليوم الأحد، بموسمها …