طَوبرَة المواطنين.. من “ضرورة” إلى “عادة” إلى “عُرف”!

شام تايمز – دمشق – لؤي ديب

لَن أنزِل لقبض الراتب اليوم “بِكون زحمة”، عبارة يردّدها المتقاعد بشكلٍ شَهري، رجُلٌ أو امرأة في أواخِر الخمسينات من عُمرِه ينتظِر بداية الشهر كي يتقاضى معاشه التقاعُدي فيتلكّأ عندما يتذكَّر وجود الطابور عند الصرّاف الآلي أو المحاسِب المالي، ففوبيا الطابور السوري تفشَّت كما الجائحة بين مختلف فئات المجتمع ولَم تقتصِر على المتقاعِدين.

تنتشِر ثقافة “الطَّوبرة” في شتَّى المراكِز الخدميّة العامّة والخاصّة، وكأن هذا الطابور هو البرزخ الذي عليك اجتيازه لتحصل على مبتغاك من جنّة الخالِق، ويضطر غالبيّة المواطنين لتفريغ أيَّام متتالية في حال كانت لديهم “معاملة” روتينية ضمن تلك المراكز، وذلك بسبب كتل الزحام المترامية على جنبات مكاتب الموظّفين، وفي “كوريدورات” الأبنية العتيقة قديمة الطراز.

يظلُّ الموضوع قابل للاحتمال حتَّى يصِل حدود الاحتياجات الدورية، مثل “ربطة الخبز، السُّكّر، البنزين، أسطوانة الغاز.. إلخ” هُنا يجب أن نعترِف بأنّنا كهيكليّة عامَّة تجاوزنا حدود المنطِق، بـ”طوبَرة” المواطنين على كوَّات الموظَّفين، وأمام طاولاتهم.

ويبتعد الواقع عن حدود المعقول عندما يُضطر موظّف حكومي، لطلب إجازة بهدف الحصول على خدمة موظّف حكومي آخر فيُعطِّل مصالح مُراجعيه، الذين قد يكون قسم منهم موظّفين حاصلين على إجازات بهدف إنهاء معاملاتهم الحكومية لديه، ونستمر بالدوران في هذه الحلقة المفرغة إلى ما لانهاية.

يعاني المجتمع السوري من أزمة الطّوبرة، لدرجة انّك تستطيع الشعور بحجم هذه المُعضلة التي تبدو بلا حَلٍّ قريب في الأفق عندما تُشاهِد “طوابير” التَّباعُد الاجتماعي بهدف الحصول على مسحة “فايروس” كورونا في مدينة الجلاء الرياضيّة، أو طوابير الحصول على علبتي سجائر “حمرا طويلة” من الريجة.

شاهد أيضاً

“وائل كفوري” يروج لأغنيته الجديدة

شام تايمز- متابعة روّج الفنان اللبناني “وائل كفوري”، لأغنيته الجديدة المقرر طرحها خلال الأيام القليلة …