جهزوا “ورق التوت”.. 400 معمل ألبسة توقف عن العمل!

شام تايمز – نور حسن

أزمات الصناعات تتعدد، و تكاد تتجاوز الصفة المأساوية إلى لكارثية، ولم يعد يُقاس ازدياد السوء بالسنين، بل بالأيام وربما بالساعات.

وبعدما كانت الصناعة السورية تنافس الأسواق العالمية، باتت على أقل وصف يُقال بها أنها “سيئة”، بخامات دون جودة وأسعار أشبه بالخيالية إن لم تكن كذلك.

عضو غرفة صناعة دمشق المهندس “محمد مهند دعدوش” أكد لموقع “شام تايمز”.. إن مشكلة الأقمشة المحلية ليست بالجودة والكمية فقط، بل بالأصناف العديدة التي لا تصنع لدينا، علماً بأنّ قرار الحظر الأخير لا يشمل استيراد الأقمشة، بالإضافة إلى أنّ سعر الأقمشة بالعالم اليوم أرخص من قبل بكثير بسبب أزمة كورونا، فلم ترتفع أسعار الأقمشة على الصناعيين، على عكس بيع القماش بالمفرق.

وأضاف “دعدوش” إذا اعتمدنا مقارنة أسعار الألبسة الجاهزة اليوم مع أسعارها ما قبل الأزمة، نجدها “رخصت ما غليت”، لأننا عندما نجد قطعة ألبسة بـ “20” ألف ليرة سورية نعلم أنه مبلغ كبير على قدرة المواطن السوري الآن، لكنه يُعتبر “8$” أي أنها قبل الأزمة كانت تعادل “400” ل. س، ومن المعروف أنّ تكلفة الألبسة تقاس بالدولار لاستيراد الأقمشة من الصين والخيط من الهند، فـ “90%” من التكلفة هي دولار، وعلى الرغم من ارتفاع السعر على المستهلك، إلا أنّ الحال لن يتغير، لأن سعر متر القماش من الصين أو الخيط من الهند، لن يختلف.

وأشار “عضو غرفة صناعة دمشق” لعملية وصفها “بالغش” في التصدير، فاليوم يتم بيع الجملة للخارج، بسعر المفرق داخل البلد، وهذا السعر ممكن أن يتقبله التاجر في الخارج، إلا أنّ قبوله في الداخل صعب جداً، منوهاً إلى صعوبة التصدير الكبيرة جداً لمنافسة الأسواق التركية والصينية، ولا يوجد مقارنة بالجودة أبداً، فالجودة لدينا انخفضت جداً.

مؤكداً على حصول “كارثة نسيجية” لكساد البضائع عند المعامل، وعدم قدرتها على تصريفها بسهولة.

بدوره التاجر “سعيد الشامي” قال لـ “شام تايمز”.. المعوقات التي تواجه الصناعة النسيجية اليوم كثيرة جداً، فالمعامل تضررت بالحرب، والمصابغ التي كانت تتوافق مع الوقت بشكل مستمر لم تعد موجودة اليوم، وقد كنا متفوقين جداً بالصناعات القطنية، التي كانت تنافس الصناعة العالمية، أما الآن فلدينا فقط معملي “اللاذقية وحلب” للخيوط وأسعارهم تفوق أسعار الخيوط الهندية المستوردة، مع الفارق الكبير بالجودة والنظافة لصالح الخيط الهندي.
ما يجعل الرغبة بالاستيراد كبيرة، فالخيط الهندي والقماش المستورد، عبارة عن تكلفة أقل وجودة أكبر، وزيادة السعر على الأقمشة المستوردة متعلق بالرسوم الجمركية.

وأضاف “سعيد” حتى في ذروة الحرب كان الوضع أفضل بكثير، والعام الفائت كان مقبول، أما هذا العام سيء جداً، وأكثر من “400” معمل ألبسة “تسكر” ما أدى لبطالة اليد العاملة، والصناعة “بالحضيض” تتجه للتوقف، لأنّ بقية المعامل لن يستطيعوا تلبية احتياجات السوق.

علماً أنّ قّطاع الألبسة كان ينافس قطّاع النفط من ناحية مردود القطع الأجنبي، أما اليوم فهو بحاجة ماسّة لقرارات تدعمه بقوة لا تقف ضده، مثل قرار منع استيراد “القماش المصنّر” الغير منتج محلياً لعدم توافر آلاته، فمن المفروض حماية الصناعة الداخلية القوية، لا إيقاف استيراد المواد التي لا نستطيع صناعتها، إضافة لإغلاق منطقة “القابون” التي كانت تحتوي معامل كثيرة، لتحويلها لمنطقة سكنية، ونقل المعامل لمكان بعيد جداً، فنحن نعاني من “القيصر الداخلي لا الخارجي”.

وأشار “الشامي” إلى ما قبل الحرب حيث كانت الأبواب مفتوحة للاستيراد والصناعة، ما أدى لمنافسة “طاحنة” بالجودة والسعر، أما اليوم الجودة سيئة والسعر مرتفع، منوهاً إلى انخفاض مبيع تجار الجملة “90%”.

شاهد أيضاً

شهداء وجرحى بمجزرة جديدة للاحتلال في غزة

شام تايمز – متابعة ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة، اليوم الخميس، في مخيم “النصيرات” …