عام النكبة لأهالي طلاب المدارس.. تجهزوا للاستدانة!

شام تايمز – نور حسن

تنعكس آثار الأزمة الاقتصادية يومياً على الشعب السوري بكل فئاته وفي كل المجالات، مِمَّا تسبب بنسيانه لمشاعر السرور والبهجة، وبات يعلم بدقة معنى الضغط النفسي والجسدي فقط، متسلحاً بعملين على الأقل لينجو من حفرة الدَين والهروب بالتسويف، إلا أنّ اتساع الحفرة المستمر يرغمه على الوقوع بها.

وعلى ما يبدو أن أيام “عيد الأضحى” كانت وقتاً مستقطعاً من العمل للبعض فقط، للتفكير بكيفية التحضيرات للعام الدراسي المقبل ومتطلبات موسم الشتاء “المونة”، خصوصاً أن قدوم العيد مع بداية شهر “آب” تعني أن الراتب لم يتمكن من الوصول إلى الجيوب حتى اختُطِف بعيداً عنها دون عودة تُذكَر، ليقوم البعض بـ “ضرب المندل”، ليتمكنوا من معرفة الطريقة الأفضل لتحضير أبنائهم للمدارس مع بداية الشهر المقبل.

حيث وصلت تكلفة مستلزمات الطالب الواحد اليوم لما يُقارب الـ “50” ألف ليرة سورية، أي ما يعادل راتب شهرٍ كامل، ليذهب الراتب الآخر من عمل ثانٍ ربما، أجاراً للمنزل إن لم يكن ملك ساكنيه، ما يتوجب على الأب إيجاد عملٍ ثالث لضمان وجود رغيف الخبز لذويه، إن لم تكن زوجته عاملة.
ووصل سعر البنطال المدرسي “18500”، والقميص المتوسط “11000”، أما مريول التعليم الابتدائي “6000”، والحقيبة المدرسية للطفل أقلها بـ “10000” وتصل حتى “16000” فيما يصل سعر الحقيبة الكبيرة حتى “31000” ليرة سورية.

وبلغ سعر القرطاسية بشكل متوسط حدود “15” ألف ليرة سورية للطالب إن كانت تحتوي على الاحتياجات الكاملة.
ليتساءل الأهل عن كيفية تأمين مستلزمات المدرسة لولدين فقط، في ظل هذه الظروف، إضافة لمتطلبات يومهم المتزايدة، مرغمين على تناسي “المونة” التي كانت تساعدهم كثيراً بمرحلة الركود التي تمر بها الأسواق في فصل الشتاء.

إلا أنّ ضغط هذا العام لم ينته بالتكاليف المادية فقط، بل للوضع الصحي دوره البارز أيضاً، فمع تطور تداعيات فايروس كورونا، يبتعد قسم من الأهالي عن فكرة إرسال أطفالهم إلى المدارس.

فتقول السيدة “مايا. ن” لشام تايمز: “ابني البكالوريا أكيد رح ابعتو، بس ابني الصغير صف تالت ما بأمن ابعتو هوة ما بيقدر يعتمد ع حالو، ومشان اللبس المدرسي أكيد رح انطر لأول الشهر الجاية لاقدر جبلن غراضن، وماعندي قدرة فكر بالمونة”.

أما السيد “حازم. ع” قال: “أكيد رح ابعت بناتي عالمدرسة ما بيكفي حارمهن من الطلعة برا البيت بهالظروف كمان المدرسة؟ وبالنهاية هنن أطفال مناعتن أقوى”.

ليتردد السيد “جمال. م” بإرسال طفلته إلى الروضة قائلاً: “شفت روضة ومتفقين ع كل شي بس لهلأ متردد من هالظروف مع أنو غالبية العالم مارح تبعت ولادا عالمدارس”.

دور الحكومة المغيَّب عن الواقع، يدفع المواطن للجوء إلى طلب حلول بعيدة المدى أقرب ما يمكن وصفها به هو الآمال الفارِغة، والرجاءات الإلهية التي تقتصر على الدعاء، والشعار العريض الذي اتفق عليه المواطنين في الشارع هو “ما باليد حيلة”.

شاهد أيضاً

السويداء.. زراعة نحو 9450 دونماً بالمحاصيل والخضار الصيفية

شام تايمز – متابعة أعلنت مديرية الزراعة بالسويداء أن عمليات زراعة المحاصيل والخضار الصيفية للموسم …