حوالي الـ 15 مليار دولار خسائر لبنان بسبب انفجار بيروت

شام تايمز- مارلين خرفان

يعتبر مرفأ بيروت متنفساً اقتصادياً استراتيجياً للبنان والمنطقة بشكل عام في ظل توقف حركة التجارة البرية أو ضعف التجارة عبر الترانزيت نتيجة الحرب على سورية، وتعاقب الحكومات اللبنانية التي لم تكن تملك الجرأة لإعادة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية.

ويعد مرفأ بيروت من أبرز روافد الاقتصاد اللبناني، نظراً لدوره الحيوي في عمليات الاستيراد والتصدير، حيث يتم عن طريقه دخول 70 % من واردات البلاد، ولا شك أن توقف المرفأ والخسارة التي سببها الانفجار يعد بمثابة ضربة قاضية للاقتصاد اللبناني الذي يعاني أصلا.

وقال الصحفي والمحلل السياسي اللبناني “ماهر الدنا” لـ “شام تايمز”: “حجم تأثير الانفجار على الاقتصاد اللبناني كبير جداً، وتوقف المرفأ والحركة التجارية له أضرار كبيرة جداً، ونحن أمام نصف عاصمة مدمرة، وأمام نصف متصدع ومدمر من العاصمة بيروت، والاقتصاد اللبناني عاد 20 سنة إلى الوراء”.

وأضاف “الدنا” أنه بحسب تقديرات السلطات المختصة، وصلت أرقام الخسائر من 10 إلى 15 مليار دولار، متسائلاً أنه كيف لدولة تسعى للاقتراض من صندوق النقد الدولي بين المليار والملياري دولار لتعزز احتياطي النفط والقمح بلبنان، وهذه المبالغ غير موجودة بخزينة الدولة، أن تكون قادرة على تعويض خسائر بين 10 و15 مليار دولار.

وأوضح “الدنا” أن الانفجار “كارثة اقتصادية”، لأن الدولة اللبنانية تمر بأزمة اقتصادية وكارثة نقدية، ولا يمكن لها أن تتحمل أعباء هذا التفجير، مؤكداً أن الاقتصاد اللبناني من أجل أن يعود كما كان بحاجة لمساعدات مادية وعينية وإمدادات خارجية.

وأشار إلى أنه بعد هذا التفجير وبعد المعاينة الأولية للواقع على الأرض، بدأت الاتصالات من قبل عدد الدول وبدأت ترسل المساعدات، معتبراً الإعلام اللبناني يهلل لعدد كبير من الدول التي ترسل مساعدات ولكن في بعض أو جزء لا حاجة للبنان بها، فمثلاً قطر أرسلت 500 سرير ومستشفى ميداني ولبنان ليس بحاجة لمستشفيات ميدانية، مضيفاً أن غالبية الجرحى تداوا بشكل سريع وخرجوا.

ورأى “الدنا” أنه من الأفضل لو تم إرسال باخرة زجاج مثلاً، لأن سعرها يفوق قدرة المواطن الذي تدمر بيته أو مساعدات مادية أو وضع ودائع بمصرف لبنان لتثبيت سعر العملة.

ولفت “المحلل السياسي” إلى المساعدة التي قدمتها الدولة السورية من خلال الإسعاف لعدد من الجرحى إلى المستشفيات السورية.

بدوره، أكد الباحث السياسي اللبناني “رياض عيد” لـ “شام تايمز” أن لبنان سينهض بعد هذه الكارثة أقوى مما كان، موضحاً أن هناك شركة صينية تقدمت لإعادة بناء مرفأ بيروت أفضل مما كان.

ورأى “عيد” أن حكومة “حسان دياب”، بعد هذا التفجير ستخرج من حالة التردد والرهان على انتظار المساعدات أن تأتي من الغرب “أمريكا وأوروبا” والتي لن تأتي، مضيفاً أن إنقاذ لبنان يكون بالاتجاه نحو الشرق وبوابته لهذا الإنقاذ تمر عبر سورية، لأن سورية هي بوابة لبنان على محيطه الطبيعي وعلى الشرق بعد انسداد امكانية المساعدة من أميركا والغرب.

وأشار إلى المساعدات العراقية والسورية والمساعدات الإيرانية والمساعدة الروسية والصينية والمساعدات من بعض الدول العربية التي ستنقذ لبنان وتبلسم جراحه مؤقتاً.

ووصف “الباحث السياسي” الكارثة التي حلت بلبنان بـ “المنعطف”، الذي سيحول لبنان في المستقبل القريب لتنويع علاقاته الاقتصادية مع العالم أجمع ما عدا الكيان الصهيوني وفق مصالحه، وسيكون هذا التحول لمصلحة لبنان وبداية خروجه من الأزمة بعد ضرب الفساد ومحاسبة من تسبب بهذه الكارثة.

شاهد أيضاً

إيران: فرنسا تنتهج نهجاً مزدوجاً في قضايا حقوق الإنسان

شام تايمز – متابعة أدان “ناصر كنعاني” المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بيان وزارة الخارجية …