بداية نبارك لمن استحق أن يكون داخل قبة مجلس الشعب عن جدارة، ونأمل ممن اغتنم الفرصة تحت مسميات متعددة ساهمت في إيصاله للقبة أن يكون على قدر المسؤولية المنوطة بعضو المجلس وبمهامه في هذه المرحلة العصيبة التي يمر فيها الوطن أمام تكالب قوى البغي والعدوان عليه.
ونأمل أيضاً أن يحمل هم الوطن والمواطن، كما كان الوطن معه رحيماً ورؤوفاً به، حين عاد إلى حضنه، رغم الويلات التي عاناها منه الوطن وأبناؤه، على أمل أن يعود لجادة الصواب ولرشده، ويقدم صورة مغايرة لما كان عليه، فأم الفوز السيدة ضياء الحموي (تلدرة- سلمية) والدة الخمس شهداء-خنساء سورية- المرشحة المستقلة، التي لم تحظَ بشرف عضوية المجلس، لتكون صوت أمهات الشهداء والجرحى ومفقودي وفقراء سورية، وهي الأحق والأجدر من كثير من الأعضاء، تناشدكم اليوم أن تكونوا أمناء للصوت الذي ساهم بوصولكم تحت القبة، وتتطلع كغيرها من المواطنين أن يكون هناك تصحيح لمسيرة عمل المجلس في دورته الجديدة.
المجلس مطالب اليوم أن يكون صوتاً مدوياً، وممثلاً حقيقياً لهموم الناس وأوجاعهم وواقعهم المعيشي السيئ، ومحاسباً لكل مقصر في عمله، مهما كانت صفته وعمله في أي مكان، فهل نفعل ذلك؟
إذا توافرت الإرادة والتصميم لدى الأعضاء، فإننا سنشهد تصحيحاً وتقويماً لمسيرة المجلس تعيد لنا التاريخ التليد، الذي كان مسرحاً للمفاخرة والاعتزاز بدوره وقوته ومكانته في التشريعات الوطنية، أمثال سعد الله الجابري وفارس الخوري وغيرهم من رجالات الوطن ممن آثروا الدفاع عن الوطن في كل محفل.
أمانينا تلك لن تتحقق إلا بإرادتكم وتفانيكم وتعاونكم وإخلاصكم وتواصلكم وقربكم من الناس، فلا تدعوا الفرصة تفوت أحدكم، ولتكن مسيرة العمل نحو تصحيح يقدر مكانة الشهداء والجرحى، ويبذل المعنيون كل ما يفيد الوطن والمواطن، والتمسك بالأنظمة والقوانين وخاصة المادة 152 من الدستور النافذ لعام 2012 التي تنص على أنه : ( لا يجوز لمن يحمل جنسية أخرى، إضافة للجنسية العربية السورية، أن يتولى مناصب رئيس الجمهورية أو نائبه أو رئيس مجلس الوزراء أو نوابه أو الوزراء أو عضوية مجلس الشعب أو عضوية المحكمة الدستورية العليا).
وليشهد الوطن عندئذ على ما أنتم فاعلون، فالتاريخ يصنعه ويكتبه العظماء فكونوا أهلاً لذلك.

أيمن فلحوط