تختلف ردود فعل أجسام الأطفال المصابين بفيروس كورونا وفق العمر وتتدرج من الشديدة لدى الأطفال الرضع إلى الخفيفة لمن هم فوق عمر السنتين وذلك حسب درجة المناعة وسلامة الجهاز التنفسي والهضمي لديهم وفق اختصاصية أمراض الأطفال الدكتورة رشا الداغستاني.
ورغم قلة نسبة الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس والتي بلغت 2 بالمئة من إجمالي عدد الإصابات عالمياً إلا أن شدة الأعراض سجلت اختلافا من طفل لآخر وفق تصريح الدكتورة الداغستاني لـ سانا مبينة أن معظم الأطفال ظهرت الأعراض لديهم بشكل خفيف إلا أن بعض الحالات أبدت ارتكاساً شديداً في الجهاز المناعي بعد الإصابة بالفيروس وأن الأطفال الرضع “دون عمر السنتين” أكثر عرضة لخطر الوفاة في حال الإصابة لأن مناعة أجسادهم والقصبات الهوائية في جهازهم التنفسي لا تزال ضعيفة.
وأكثر الأعراض ظهوراً عند الأطفال لدى الإصابة بفيروس كورونا هي الإسهال والإقياء أما بقية الأعراض المعروفة والتي تصيب مختلف الأعمار من ألم عضلي وصداع وارتفاع حرارة فإنها قد تظهر بشكل خفيف على الطفل أو لا تظهر أبداً وفق الدكتورة الداغستاني.
وأشارت اختصاصية أمراض الأطفال إلى أن انتقال الفيروس إلى الأطفال يكون أسهل وأسرع عند حدوث إصابة لدى أحد أفراد العائلة ولا سيما عند الأم المرضع لذلك يجب الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية والتشدد بها لافتة إلى أن الدراسات حتى اليوم أكدت أن الفيروس لا ينتقل إلى الرضيع عن طريق حليب الأم المصابة ولكن من الممكن أن ينتقل عبر رذاذ الأم الخارج من فمها أثناء عملية الرضاعة نظراً لقرب الطفل منها لذلك ننصح الأمهات المصابات بكورونا بالابتعاد عن أطفالهن خلال فترة المرض قدر الإمكان.
وفيما يخص نسبة شفاء الأطفال من الإصابة بالفيروس بينت الدكتورة الداغستاني أنها تتعلق بعمر ومناعة الطفل والأمراض المزمنة التي قد يعاني منها مثل الأمراض القلبية أو الربو أو سكري الأطفال أو الأمراض الاستقلابية التي تنقص مناعة الطفل ففي هذه الحالة يكون تأثير الفيروس أشد وأكثر خطورة وبالمقابل فإن الطفل الذي لديه مناعة طبيعية يمكن أن يصاب ويشفى دون أن تظهر عليه الأعراض نهائياً.
وأوضحت الدكتورة الداغستاني أن الأساليب التي يجب على الأم اتباعها لوقاية طفلها من الإصابة بالفيروس تتمثل في رفع مناعة الطفل عبر الرضاعة الطبيعية والاهتمام بغذائها وغذائه بشكل صحي وإضافة العسل والزنجبيل والعكبر إلى نظام طفلها الغذائي إضافة إلى الفيتامينات ومتابعة برامج التلقيح الوطنية وتجنب الخروج حالياً للمنتزهات والحدائق والاكتفاء بالنشاطات المنزلية والاستمرار في التعقيم وارتداء الكمامة للأطفال فوق عمر السنتين أثناء الخروج من المنزل وغسل اليدين بالماء والصابون.
ونصحت الدكتورة الداغستاني بعدم ارتياد الأطفال النوادي الصيفية والرياضية والمسابح في ظل تزايد انتشار الفيروس لكون هناك تقارب لصيق وتجمعات قد تحدث بين الأطفال دون سيطرة على ذلك مؤكدة أهمية تنبيه الأطفال إلى عدم لمس الوجه والتقبيل وخاصة للجد والجدة لكون إصابتهما تعتبر عامل خطورة بنقل الفيروس ولا سيما للكبار في السن.
راما رشيدي