الجولة “الثالثة” للجنة الدستورية.. بوابة للتعقيد أم الحل؟

شام تايمز
رئيس التحرير: حيدر مصطفى

يبدأ المبعوث الأممي إلى سورية “غير بيدرسون” محاولة جديدة من لتحريك الأجواء السياسية، بهدف البدء بجولة جديدة من جولات اللجنة الدستورية في جنيف السويسرية، يوم 24 آب أغسطس المقبل، معترفاً بضرورة إلغاء العقوبات الأحادية الجانب المفروضة على الدولة السورية، تاركاً الباب مفتوحاً لتأويل عدم انعقادها، إلى مسألة كورونا والترتيبات اللوجستية الأخرى في حال لم تعقد.

محاولة “بيدرسون” تبدو في مسار إيجابي ظاهرياً، يقول المبعوث الأممي إنه حصل على دعم ضامني “أستانا” وأيضاً تأكيدات من الرؤوساء المشاركين، لكلا الوفدين، وفد الجمهورية العربية السورية، ووفد المعارضات الخارجية المنقسمة على نفسها والمشرذمة، والتي تواصل غرقها في وهم الضمانات الدولية لإسقاط الدولة السورية.

ومن المؤكد أن الجولة الثالثة المزمع عقدها في الشهر المقبل، ستبداً من حيث انتهت الجولة الثانية، أي من مسألة الاعتراف بالحرب على الإرهاب في سورية، وأن الجيش العربي السوري قدم التضحيات دفاعاً عن مصير الدولة، وهو شرط رفض وفد المعارضة الاعتراف به، متجاوزاً مسألة الاعتراف بالإرهاب الذي ضرب البلاد وأنهك مقدراتها، وبدعم من دول حليفة للعديد من الجماعات والشخصيات السياسية المعارضة في الخارج.

ولم تكن حالة الإنكار مستغربة، بالنسبة لمن يرفض التحالف السوري الروسي الإيراني في مواجهة الإرهاب، ويدعم التدخل التركي العسكري بالجيش والمرتزقة في الأراضي السورية، واحتلال أجزاء واسعة من الشمال والشمال الشرقي وارتكابهم مجازر مروعة بحق المدنيين، وخرقهم لاتفاقيات وقف إطلاق النار المبرمة مراراً مع الجانب الروسي، والتفاهمات التي تم التوصل إليها في أستانا.

وفيما تواصل معارضات الخارج انقسامها على نفسها، وتفتقر في هيكلها المفاوض للرؤية السياسية الموحدة وتصرعلى اختلافها مع وفد الحكومة، في أمور تعتبر من المسلمات، تتضاءل الآمال بقرب نجاح أي عملية سياسية، مع مواصلة الجزء المعارض المعطل رفضه لإجراء أي حوارات بناءة، أو الخروج بمواقف واضحة تدين الإرهاب والتدخل العسكري الخارجي والاحتلال التركي والأمريكي للأراضي السورية، والتوقف عن رمي التهم جزافاً.

ولعل مراهنة المعارضة الخارجية بنسبة كبيرة من أطيافها على مسألة انهيار الدولة، ستتسبب بخسارتها لجولة جديدة من جولات الحل السياسي، وما يزيد من حدة الموقف والتأكيد على قصر النظر السياسي لبعض الشخصيات المعارضة، هو استمرار التعويل أيضاً على تكريس إشاعات الخلاف الروسي الإيراني، والتباينات على الأرض بين الحلفاء والدولة السورية والأدوار المناطة بكل طرف من الأطراف، في حين تواصل الجهات آنفة الذكر تأكيدها على مواقف ثابتة ورؤى موحدة للحل، تبدأ من الاعتراف بالحرب على الإرهاب، ولا تنته فقط عند خروج كافة القوات غير الشرعية والتي تمارس دوراً سلبياً على الأرض السورية، وتمعن في نهب الثروات وتدمير المقدرات للسوريين، وفي طيات الموقف رسائل عديدة لتركيا التي تواليها مجموعة كبيرة من الأطياف المعارضة والتي توصف “بالجناح المعطل” في كل استحقاق للحل السياسي.

وفي حال استمرت المعطيات على حالها دون أي تغيير، لا يمكن بناء الكثير من التوقعات الإيجابية على الجولة المقبلة، إلا في حال تمكن المبعوث الأممي من تحقيق خرق دبلوماسي، لتجاوز ما تم التوقف عنده في الجولات السابقة، وهو أمر غير محسوم في ظل خسارة أطياف المعارضة لسلسلة من الأوراق في المواجهة الميدانية والسياسية في آن معاً، ما يؤشر إلى احتمالية تكرار التعطيل المتعمد لمسار الحل السياسي من قبل الجهات الموالية للنظام التركي، أو بسبب تدخلات دولية أخرى، تهدف إلى حرف الحل السياسي عن مساره، بغية إعادة فرض نفسها على طاولة الملف السياسي السوري، لاسيما بعد استخدامها لسلسة من الأدوات والعقوبات والتي لم تنجح في إملاء أي صيغة حل حتى اللحظة.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تهدم منزلاً بالضفة الغربية

شام تايمز – متابعة هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، منزلاً في قرية “الجفتلك” شمال …