شام تايمز
ربما لتاريخ سورية المعاصر دور كبير في رفع سوية التمثيل البرلماني وذلك لِما عَصَف بالبلاد من ظروف قاسية حتَّمت على الشعب السوري انتقاء نوَّاب حقيقيين بمقدورهم تمثيله فعلاً.
ومن أبرز هؤلاء الذين حملوا على عاتقهم هموم الشارع الداخلية والخارجية تاريخيّاً، “هاشم الأتاسي” الذي كُلّف برئاسة لجنة صياغة دستور المملكة السورية التي أُعلن قيامها في “8 آذار 1920” وكان “فيصل الأول ملكًا عليها”، وكُلّف الأتاسي بتشكيل الحكومة في “2 أيار 1920” وكان ثاني رئيس وزراء في سورية.
واجتمع الأتاسي بعددٍ من الناشطين في تشرين الأول 1927، منهم “شكري القوتلي وسعد الله الجابري وفارس الخوري”، وشكّلوا “الكتلة الوطنية” التي لعبت دوراً مهماً في السياسة السورية حتى 1963.
أما “سعدالله الجابري” فقد انضم إلى إبراهيم هنانو مشارِكاً في المؤتمر السوري العام الذي انعقد في “1919 و1920″، وبلغ نشاطه حداً أزعج الفرنسيين فقرروا اعتقاله في سجن أرواد ورافقه في هذا الاعتقال “هاشم الأتاسي”، ولما تطوّر الصراع إلى قبول فرنسا بمبدأ الحكم الدستوري والانتخابات لم يتردد سعد الله الجابري وأقرانه في دخول الانتخابات ففاز فيها كما فاز الزعيم إبراهيم هنانو؛ لكن الفرنسيين ألغوا المجلس التأسيسي بعد انتخابه، وهكذا اندلعت الثورة من جديد.
إضافة لعدد من الأسماء البارزة على مستوى البرلمان السوري في التاريخ المعاصر مثل “فارس الخوري، ومحسن بلال، مرعي باشا، أحمد الأحمد، وعبد القادر قدُّورة”..
وينتظِر السوريّون استحقاقاً دستوريَّاً شفَّافاً يوصِل إلى الكراسي النيابيّة أشخاصاً ذوي كفاءة يحملون همومهم ويحاربون لتذليلها، وهذا ما سيتَّضِح في الأيّام القادِمة مِمَّا ستتمخَّض عنه الانتخابات التشريعية.