كابوس “داعش”.. التنظيم وداعميه يستثمرون أزمتي كورونا والاقتصاد!

شام تايمز – هاني هاشم

استغلالاً لتداعيات تفشي جائحة فايروس كورونا، بدء عناصر تنظيم داعش الإرهابي تصعيد هجماتهم في شمال شرق سورية والعراق، بحسب ما أكدته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي الأسبوع الفائت.

وقالت زاخاروفا للصحفيين.. “نرصد تدهور الوضع في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في شمال شرق سورية، لقد قرر (الدواعش) استغلال ظروف انتشار وباء فيروس كورونا وصعّدوا اعتداءهم”.

من جهته حذر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق اللواء “تحسين الخفاجي” من أن تنظيم “داعش” الإرهابي يستغل أزمة تفشي جائحة كورونا، والأوضاع الاقتصادية والسياسية لشن عمليات إرهابية في البلاد.

وفي حديث لـ “سكاي نيوز عربية” مؤخراً أشار “الخفاجي” إلى أن قيادة العمليات المشتركة لن تسمح لتنظيم داعش بالسيطرة على أي جزء من أراضي العراق كما حدث في السابق.

وبحسب خبراء فإن ما يحدث دليل على أن داعش الإرهابي يستغل الحكومات المنشغلة بمواجهة جائحة فايروس كورونا المستجد، والانزلاق الاقتصادي الذي تلاه، ويضاعف الفايروس مخاوف طويلة الأمد بين خبراء أمنيين والأمم المتحدة بأن التنظيم سيعاود الظهور بعد إسقاط “دولتهم المزعومة”، التي كانت تضم في السابق ثلث العراق وسورية.

كر وفر:

وفي العراق، يستغل الإرهابيون أيضاً الثغرات الأمنية في ظل النزاع الإقليمي المستمر، وخفض عدد القوات الأمريكية، وقال نائب رئيس الوزراء في إقليم كردستان العراق “قوباد طالباني”.. “هذا تهديد حقيقي إنهم يحشدوننا ويقتلوننا في الشمال، وسيبدؤون في ضرب بغداد قريبا”.

وأكد “طالباني” أن التنظيم يستفيد من “الفجوة” بين القوات الكردية، والقوات المسلحة الفيدرالية بسبب الاقتتال السياسي.

من جانبه قال المتحدث العسكري باسم مليشيات سوريا الديمقراطية “مرفان قامشلو”: إن الشرطة في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات أصبحت هدفاً أكثر وضوحاً لتنظيم داعش الإرهابي، أثناء قيامها بدوريات في الشوارع لتنفيذ إجراءات مكافحة الفايروس، وتقول تقارير استخباراتية إن عدد مقاتلي داعش في العراق يتراوح بين 2500 و3000 عنصر، وفقا لما ذكرت وكالة “اسوشييتد برس”.

عود على بدء

رئيس الهيئة التأسيسية لحزب سورية أولاً سلمان شبيب أكد لـ “شام تايمز” أنه تتواتر منذ فترة المؤشرات والأخبار والمعلومات عن شيء ما يجري الإعداد له يتعلق بتنظيم داعش الإرهابي، وتتكرر التصريحات الأمريكية وتقارير وسائل الاعلام عن عودة قوية له، وعن مخاطر مستقبلية سيشكلها، وأن المعركة معه لم تنته، مما يعيد الى الذاكرة التقديرات الأمريكية السابقة المبالغ فيها والغير بريئة بالتأكيد على الزمن الذي تحتاجه معركة القضاء على داعش.

وتابع شبيب.. “كل ذلك ترافق مع تحركات أمريكية مشبوهة تمثلت بعشرات عمليات الإنزال، لنقل قيادات وعناصر من داعش الى جهات مجهولة، وهناك معلومات مؤكدة أنه تم إعادة تأهيلها على الأرجح في قاعدة التنف، ورُسمت لها خطط وأهداف جديدة، كما تؤكد المعلومات أن المخابرات الأمريكية تتواصل بشكل دائم مع عناصر داعش المحتجزين لدى (قسد) وتنسق معهم وتسهل هروب من تضمن انخراطه في مشاريعها”.

وقال شبيب: “من الواضح أن القوات الأمريكية قد مهدت الطريق أمام عملية إحياء داعش وعودته، وخاصة في البادية الممتدة بين سورية والعراق وعلى الحدود المشتركة بينهما من خلال الاستهداف المتواصل لفصائل الحشد الشعبي العراقي وحزب الله وبقية الفصائل الداعمة للجيش السوري، علماً أن هذه القوى هي التي تحملت العبء الأكبر في مواجهة داعش، وهي التي كانت تستمر في ملاحقة بقاياه وشراذمه في سورية والعراق قبل أن تربكها الاعتداءات الأمريكية وإلى حد ما الإسرائيلية”.

وتوقع “شبيب” أن يزداد نشاط داعش خلال الشهور المقبلة بعد أن استكملت قيادته الجديدة هيكلتها حسب العديد من التقارير، واستئنافه لنشاطه الإعلامي والدعائي، وعودة وكالة الأنباء الخاصة به (أعماق) لزخمها، وهناك معلومات غربية تقول إن التنظيم استأنف عمليات التجنيد لعناصر متطرفة جديدة في صفوفه.

أثر العودة

من جهته أكد الخبير العسكري الدكتور محمد عيسى لـ “شام تايمز” أن هناك جملة من الأحداث المترابطة في المنطقة ويمكن أن تشكل خلفية لتطور الأحداث في سورية والمنطقة، أولها الانجازات العسكرية في سورية، والتي تعني ببساطة لي الذراع التركية من جهة ولاحقاً الذراع الأمريكية، وهناك عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني كنوع من التحدي الأمريكي لإيران، وأيضاً المطالبة العراقية الجادة بإخراج القوات الأمريكية من العراق، بالإضافة إلى التصريحات المتتالية لكل محور المقاومة ومعه روسيا بضرورة انسحاب أمريكا من سورية، والتهديد المبطن للأمين العام لحزب الله بعمل عسكري ضد الكيان الإسرائيلي وأمريكا كرد مباشر على قانون قيصر.

وبالنسبة لتحركات داعش في العراق وسورية والتحركات المشبوهة للعصابات الكردية باحتلال مباني حكومية في الحسكة والتنمر في الخطاب السياسي لها، فالتقارير تشير إلى استعدادات لعمل عسكري كبير لمواجهة القوات الامريكية وعصابات (الخونة الأكراد) حسب قوله، أو ربما لعمل عسكري يرقى لحرب شاملة مع الكيان الصهيوني، والروس على علم أكيد بذلك، ومن هنا يأتي الرد الأمريكي بتحريك أدواتها كضغط عسكري مباشر مع قانون قيصر لتحقيق اختراق سياسي وعسكري كبير، وقد نسمع قوى عراقية موالية لأمريكا تنادي علناً بضرورة بقاء أمريكا خشية عودة داعش.

وتابع الخبير العسكري: “في سورية يعتبر أثر إعادة إحياء داعش كبير على اعتبارهم جنود أمريكان وإسرائيليين بلباس إسلامي للعب دور المطرقة والسندان مع (الخونة الأكراد) كأدوات ضغط عسكري مباشر توازياً مع قانون الحصار الكامل المعروف بقيصر، حيث تحاول أمريكا وتركيا ذر الرماد في العيون والقول بضرورة بقاء القوات الأمريكية في سورية ودعمها للميليشيات الكردية (العميلة) خشية عودة داعش بحسب تعبيره.

وتساءل الخبير العسكري حول مدى إمكانية نجاح الولايات المتحدة في ذلك، معتبراً أن الأمر يعتمد أساساً على الإجراءات المضادة لمحور المقاومة، فاللعب (صار عالمكشوف)، فما الفرق بين الكردي والإسرائيلي والتركي والأمريكي طالما الكل يحاول اقتطاع جزء من الأرض السورية وتدمير الدولة الوطنية السورية بعد فرض استسلامها الكامل.

شاهد أيضاً

لاتجارهم بالدقيق التمويني حبس 3 أشخاص لمدة سبع سنوات

شام تايمز- متابعة أصدرت محكمة الجنايات الأولى بحلب قراراً يقضي بحبس المدعو “خ.ع” والمدعو “ه.ب” …