خارطة طريق

اليوم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في موقف لا تحسد عليه، فحجم التحديات التي تواجهها كبيرة وضخمة، وهي تفوق إمكاناتها وأدواتها المستخدمة حالياً، وخاصة أن الظروف تغيرت وبالتالي أصبح التعامل بالذهنية نفسها، والأدوات في الوقت الراهن ضرباً من إضاعة الوقت والجهد، ناهيك عن أنه لن يصدر عنها نتائج يُعول عليها..

على الرغم من أن الوزارة والجهات التابعة لها تبدو محافظة على رباطة جأشها وتوازنها تجاه ما يجري من تحديات خطيرة، إلا أنه وبالتخمين بعد مراقبة ما يجري في الأسواق، نجد أنه لا يوجد خارطة طريق لمواجهة ما يجري اليوم، وتحديات الفترة القادمة وما يجري حالياً لا يتعدى إطار مواجهة الأحداث اليومية بشكل لحظي ضمن آلية الفعل وردة الفعل، وبالنظر لآخر اجتماع عقده وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، فقد نفى ما تم تداوله عن إيقاف التسعيرة المركزية للمواد الأساسية، مؤكداً استمرار العمل بها.

و لفت أن واجب الوزارة يتمثل حالياً بحماية ذوي الدخل المحدود من الغش بهذه الأوقات الصعبة، وبيّن أن الوزارة تعمل على خطين متوازيين، الأول مراقبة المواد غير الصالحة للاستهلاك البشري والمجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية، والخط الثاني العمل على ضبط الأسعار، الذي كما ذكر عمل صعب إلى حدًّ ما، لتأثرها بسعر الصرف، وشدد على معاقبة كل من يتلاعب بالمواد المدعومة ويستهدف الأمن الغذائي للمواطنين، مبيناً أن العقوبات لن تقتصر على الغرامات المالية وإنما ستكون بالحبس، حتى لا يدفع المخالف الغرامة ويعود لعمله.

الحقيقة إن اللوم لا يقع فقط على وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تجاه ما يجري من انفلات سعري في الأسواق، فهي تواجه تحديات أكبر من إمكاناتها وأدواتها المستخدمة حالياً، إنما اللوم يوجه إلى الفريق الاقتصادي ككل، فالخطر يداهم الجميع والمعاناة تشمل شريحة كبيرة، ويجب على هذا الفريق أن يدعم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ويساعدها على إيجاد أدوات جديدة تستطيع أن تضبط التضخم في الأسواق والتلاعب الذي يجري، ووصل إلى حدود غير مسبوقة، ومن جهة أخرى تقديم الدعم المالي المناسب الذي من شأنه أن يمكّن السورية للتجارة من ممارسة دورها كمنصة للتدخل الإيجابي بشكل فعال، فكل ما قُدِّم حتى اللحظة غير كافٍ..

لا مجال لتجاوز الخطر المحدق إلا بإيجاد خارطة طريق يكون تأمين حاجات المواطن الاستهلاكية هدفها الأساس، مع حمايته من مضاربات الأسواق وجشع البعض من التجار، الذي أصبح لا يطاق، والوقت مازال متاحاً لتطبيق هذا الأمر، وربما لن يبقى كذلك في المستقبل القريب…

باسل معلا

شاهد أيضاً

أقدم قصة مصورة معروفة.. لوحة كهفية إندونيسية عمرها 51 ألف سنة

شام تايمز – متابعة قال فريق دولي من علماء الآثار إن أقدم قصة مصورة معروفة …