تحتضن قرية الشير على ضفاف نهر الكبير الشمالي في ريف اللاذقية موقعاً اشتهر على الصعيد العالمي لأنه عثر فيه على أدوات حجرية تعود إلى حوالي مئة ألف عام.
ويوضح الباحث الأثري الدكتور بسام جاموس أن هذه الأدوات من صنع إنسان النياندرتال الذي قدم إلينا من ألمانيا واستقر على ضفاف النهر حيث يعد السفير الثاني بعد إنسان الهومواركتوس “منتصب القامة” الذي استوطن على ضفاف النهر وقطن قرية ستمرخو منذ مليون عام خلت إضافة إلى قرى بكسا والخلالة وروضو والجريمقية.
ورغم أن اكتشاف آثار إنسان النياندرتال في موقع الشير ليس الأول من نوعه في سورية كما يذكر الباحث جاموس حيث عثرت بعثة سورية يابانية في تسعينيات القرن الماضي على هياكل عظمية لثلاثة أطفال نياندرتال في كهف بوادي عفرين إلا أنه يؤكد أن موقع الشير الجغرافي الاستراتيجي والعامل المناخي ساعد على الاستقرار الحضاري منذ 100 ألف عام حتى الوقت الحاضر دون انقطاع ما أعطاها أهمية كبيرة.
ويصنف علم الأنثروبولوجيا إنسان النياندرتال بأنه جنس من الإنسان البدائي الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى واتسم بجسمه القصير والممتلئ والقوي في فترة تزامنت مع العصر الجليدي الذي ساد أرجاء أوروبا وآسيا قبل مئتين وثلاثين ألف سنة.