البروكار.. مسلسل يجسد حكاية أعرق الصناعات الدمشقية

في رؤية مشوقة و مختلفة عن أعمال الدراما الشامية يطل مسلسل بروكار الذي سيعرض من بين ثلاثة أعمال سورية درامية فقط لرمضان هذا العام بعد توقيف تصوير أعمال عدة استجابة للإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا.

بروكار الذي يخرجه محمد زهير رجب وتنتجه شركة قبنض للإنتاج الفني يقدم بيئة دمشق القديمة بطريقة مختلفة انطلاقاً من صناعة البروكار الدمشقية العريقة.

كاتب السيناريو سمير هزيم بين في حواره لسانا أن مسلسل بروكار الذي سيكون من بين الأعمال القليلة التي ستعرض في رمضان هذا العام مختلف عن باقي الأعمال الشامية السابقة من حيث الموضوع والمعالجة.

وتدور أحداث العمل بحسب مؤلفه خلال عام 1942 إبان الاحتلال الفرنسي لسورية ويتحدث عن محاولة أحد المهندسين الفرنسيين سرقة أسرار صناعة البروكار ودور المرأة السورية في مواجهة الاحتلال بالإضافة إلى قصص مشوقة تتعلق بجريمة قتل تقع في الحارة وما ينتج عن ذلك من أحداث.

وأعرب هزيم عن يقينه أن بروكار سيكون أكثر المسلسلات مشاهدة باعتباره اختار واحدة من أهم الصناعات التقليدية الدمشقية وأكثرها عراقة عبر حكايات مستمدة من التاريخ حيث نجد في المسلسل أن أميرة هولندية اختارت لثوب زفافها قماش البروكار بدلاً من الملكة البريطانية اليزابيث الثانية كما هو معروف تاريخياً.

أما الجانب الآخر لاختياره البروكار حسب هزيم فيكمن في أن هذا القماش بخيوطه الثلاثية الحرير والذهب والفضة هو انعكاس للنسيج  المجتمعي السوري بينما يشغل محور محاولة المهندس الفرنسي سرقة سر هذا القماش حيزا أصغر.

مقاومة السوريين للاحتلال الفرنسي في بروكار لها مقاربة مختلفة عند المؤلف فهو ينتقد البطولات الفردية والعفوية ويؤكد على أن تكون المقاومة عملا جماعيا ومنسقا ومنظما ولا سيما عندما يحاول جنود الاحتلال الاعتداء على الفتيات اللواتي يعملن في مشغل البروكار.

وفيما يتعلق بالمراجع بين كاتب المسلسل أن مسالة سرقة سر صنعة البروكار حدث موثق مئة بالمئة وقع في حقبة الاحتلال الفرنسي لكنه لم يتقيد بتاريخ حدوثه فضلا عن وقائع جرت وتم التطرق لها دون أن تكون هي محور المسلسل لكنه أوردها لتثبيت تاريخ الأحداث بغرض توجيه رسائل عبر جملة إسقاطات.

واستغرق تأليف النص حسب هزيم  ما بين 4 إلى 5 أشهر فكان يكتب ليلا نهارا لافتا إلى أنه يقوم على بطولة جماعية بينما الخط الرئيسي يتمحور في قصة حب.

ويبين هزيم أنه ابتعد في بروكار عن الغوص ببعض العادات الشامية من موائد وطبخ ومونة وقابلة الحارة والحمام والعكيد وحفلات الأعراس وغيرها التي يصفها بالمشاهد المجانية من غير أن تقدم للعمل إي إضافة.

وحول تعاونه مع مخرج العمل زهير رجب يصف هزيم طريقة عمل هذا المخرج بالمزيج بين الحرفية والديكتاتورية المهنية فهو لا يتساهل أبدا مع الأخطاء إضافة إلى خلو عدسة كاميرته من أي شائبة تؤثر على المشهد العام مؤكدا أنه صاحب رؤية جميلة جدا ومتمكن بشكل كامل من أدواته و دؤوب على العمل مهما كانت الظروف.

ويعيد هزيم في مسلسله بروكار تفعيل دور الحكواتي الذي يروي قصصا لها اسقاطات بعضها خيالي والبعض الآخر من الحكايات الشعبية الموروثة.

يشار إلى أن كاتب السيناريو سمير اسماعيل هزيم محام وكاتب قصة قصيرة وسيناريست من مواليد 1954 أقام فترة من الزمن في أمريكا حيث كتب قصصاً

قصيرة تم تحويل قسم منها لمسلسلات كما أن له عملين معاصرين جاهزين للتصوير إضافة إلى مسلسل من نمط دراما الجاسوسية قيد الكتابة.

شاهد أيضاً

“قيس الشيخ نجيب” يوجه رسالة بعد وفاة والدته

شام تايمز – متابعة وجّه الممثل السوري “قيس الشيخ نجيب” رسالة شكر لجمهوره، ولجميع الأشخاص …