هناك الكثير من العائلات التي تعدّ تناول السمك في الوقت الحالي درجة عالية من الرفاهية, وقليلة هي الأسر التي تستطيع إليه سبيلاً، ولا نخفي سراً إذا اعترفنا بأن إنتاجنا الحالي من الأسماك البحرية ضعيف جداً لأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها، لكن السؤال الأهم: لماذا لا يتم التشجيع بشكل فعلي من جميع مؤسسات الدولة على تطوير إنتاج الأسماك البحرية فلدينا كل المقومات لتطوير هذا النشاط، إذ يحتاج فقط الدعم من الدولة لإقامة الأحواض والمنشآت لتربية الأسماك البحرية في الأراضي القريبة من الشواطئ وتزويدها بمياه مالحة من البحر، وكذلك تطوير تربية أنواع من الأسماك الخاصة بالمياه العذبة، ولابد من الاعتراف بأنه لن ينشلنا من هذا الواقع الاقتصادي السيئ الذي نتخبط فيه إلا التركيز على زيادة الإنتاج بكل أنواعه.
البعض أدرك أهمية هذا النشاط وأخذ على عاتقه الخوض في تجربة تربية الأسماك في المياه العذبة، حيث يتم إنتاج أنواع من الأسماك الجيدة واللذيذة وبأسعار مقبولة قياساً بالأسعار الحالية للأسماك البحرية وارتفاع أسعار اللحوم الجنوني بمختلف أنواعها، ولقد أثبتوا نجاح التجربة من خلال إصرارهم وعملهم الدؤوب، لكنّ مربي الأسماك بالمياه العذبة يشتكون من بعض المشكلات والصعوبات التي تقف حجر عثرة في تطوير إنتاجهم وعملهم، ومنها التوقف عن تزويد المسامك المرخصة بمستحقاتها من مادة الأعلاف الضرورية ولاسيما في ظل عدم توافر المادة في القطاع الخاص وارتفاع أسعارها بشكل جنوني إن وجدت، إضافة إلى أنهم لا يحصلون أيضاً على الكميات اللازمة من مستحقاتهم من المازوت لتأدية العمل بالشكل المطلوب، وهذا ما عدّه المربون نوعاً من الغبن وستكون له آثار ومنعكسات كارثية على عملهم وإنتاجهم إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، ما يهدد بتوقف منشآتهم عن العمل وضياع الكثير من فرص العمل التي تؤمنها، والتوقف عن إنتاج مادة السمك الضرورية للناس، وإذا كانت الحكومة لا تمل من المطالبة بتحسين واقع الإنتاج فعلى عاتقها يقع تأمين مستلزماته الضرورية.

عاطف عفيف