وهذا الأمر أدى إلى حالة من الفرز الطبيعي لطبقة التجار المعنيين باستقرار السوق وتوفير مستلزماتها..
لكن هؤلاء انقسموا في انتماءاتهم، فالبعض حددها باتجاه الدولار، وبدأ يلعب به، بقصد الكسب غير المشروع، وتكديس الثروة، وزعزعة السوق واستغلال حاجة الوطن والمواطن له، وآخرون جعلوا من متاجرة السوق واحتكار المواد والسلع وسيلة الانتماء الوحيدة لهم..وهذا الانتماء يظهر بأشكال مختلفة منها احتكار المواد والسلع بقصد تقاضي أسعار زائدة، والبعض الآخر يرصد حركة الطلب على السلع الضرورية، يستغلها ويرفع أسعارها بحق أو من دونه، ضارباً عرض الحائط بحاجة الوطن للاستقرار في أسواقه وحاجة المواطن لها، والأهم في الأمر تجسيد انتمائه لرغباته في الاحتكار وكيفية الاستغلال لتكديس المال..!
وما يحدث الآن في الأسواق المحلية، من استغلال لحاجة المواطن في مواده الأساسية، خطورة لا تقل عن الخطورة التي يمارسها الإرهاب الذي يقاتله جيشنا على جميع الجبهات..
لكن هذا لا ينفي وجود تجار شرفاء، يعملون من خلال انتمائهم الوطني الذي يشكل المعيار الأساس لتعاملات السوق، وتوفير حاجتها السوق، بما يحقق المصلحة المتبادلة في الاستقرار، وتأمين المطلوب، وبالتالي ما حدث ومازال، أوجد حالة من الفرز الأخلاقي، والانتماء الوطني في طبقة التجار، وحالة من الصراع في السوق، ما بين المحتاج، ومن يستغل هذه الحاجة من ضعاف النفوس من تجار الأزمة، لكن المنتصر أصحاب الانتماء الأخلاقي قبل الوطني، بضمانة استمرار السوق في عملها، وتجارها الشرفاء المخلصين لأهل البلد..

سامي عيسى