يختلف الكثيرون فيما يتعلق بوضع حد لساعات العمل اليومية، إذ يرى بعضهم أن تقليص ساعات العمل من 8 إلى 6 ساعات يفيد في زيادة إنتاجية العمل وتحسين وضع العامل، كما إنه يفتح المجال أمام العامل لاستثمار وقته في عمل إضافي، فالبعض من الموظفين يكونون أكثر إنتاجاً إذا عملوا مدة 6 ساعات فقط في اليوم، فمستويات الطاقة الإنتاجية تزداد بصورة كبيرة جداً في المكاتب وغيرها من الأماكن عندما يتم خفض ساعات العمل.
فالوقت الذي يقضيه الموظف في أداء عمله يومياً داخل المؤسسة التي يعمل فيها، يطلق عليه ساعات العمل، وجهة العمل هي المسؤولة عن تنظيم وترتيب الوقت لمساعدة الموظفين على التوفيق ما بين مسؤولياتهم العملية وحياتهم الخاصة.
ويبقى السؤال أين تكمن المشكلة وكيف نصل إلى مستوى رضا معتدل ومقبول من قبل الجهتين جهة العمل والموظف؟ وما ساعات العمل التي يعدّها الموظف مناسبة؟
محمد موظف قال: الرغبة في تقليل ساعات العمل هو شيء مفهوم للكثير من الموظفين، لكن قبل التسرع والمطالبة بتطبيقه فوراً يجب النظر إلى حاجات العمل ودراسة كيف سيتم تطبيق هذا الشيء من دون التأثير في سير بقية الأمور تبعا لنوع المؤسسة وطريقة عملها واحتياجها، ومن وجهة نظري فإنني أرى أنه قد حان الوقت لإعادة النظر في نظام الثماني ساعات وتقليلها فهي مرهقة للعديد من الموظفين وتقتل النهار بأكمله ولا تسمح لنا بإقامة أي مشروع أو عمل إضافي آخر.
أما رويدا التي تعمل في القطاع الخاص فقالت: إن إيجاد توازن بين العمل والحياة ضروري عندما يتعلق الأمر بحياة عملية ناجحة، ومع نظام تخفيض ساعات العمل يستطيع الموظف قضاء أوقات أكثر برفقة أسرته وأصدقائه ما يؤدي إلى سعادة ورضا القوى العاملة وتالياً زيادة الإنتاج فالفكرة السائدة على أرض الواقع أن العمل ساعات طويلة من الممكن أن يسبب اضطراباً في إنجاز المشاريع.
أما ناهد فوجدت أن العمل ساعات أقل يتيح للموظفين مزيداً من الوقت للراحة والجلوس مع الأسرة، وهذا يدفعهم فى نهاية المطاف إلى أعلى مستويات البذل والعطاء وتالياً يجعلهم أكثر كفاءة في العمل، وتوضح أن في نظام الثماني ساعات يلاحظ بأن الموظف يميل إلى خفض معدله الإنتاجي ويميل للمماطلة مع اقتراب نهاية الدوام بينما في نظام ساعات أقل يسعى إلى تحديد الأولويات ويعمل بكفاءة أعلى، ويستفيد من استخدام ساعات العمل في تنفيذ المهام، فالحصول على يوم راحة إضافي في الأسبوع، يؤثر بشكل إيجابي في كيفية العمل، ويجعل الشخص أكثر إنتاجية طوال أيام الأسبوع.
د.لبنى بشارة – تنمية إدارية –رأت أنه كلما زادت ساعات العمل زادت الانتاجية لتصل إلى ذروتها ثم تبدأ بعدها الإنتاجية بالتناقص كلما زاد الوقت حتى تصل للصفر مع أخطاء كبيرة في أداء العمل.
بمعنى أن هناك ساعات محددة يجب ألا يتم تجاوزها لنصل إلى الإنتاجية الأعلى وهذه المدة الزمنية تختلف تبعاً لعدة عوامل منها: وجود تحفيز مادي أومعنوي للعامل، ووجود فترات راحة خلال العمل الطويل، ووجبات طعام إذا كانت فترات العمل طويلة، وتهيئة ظروف عمل مناسبة مثل الإضاءة والتدفئة والتهوية ومساحة العمل ومستلزمات وأدوات العمل وبيئة اجتماعية ينتمي لها العامل(تنظيم غير رسمي) يشعر بالولاء والانتماء لها ويستمد الدعم النفسي منها، وكل ذلك يتبع لطبيعة العمل وقدرات العامل.
وتبين د.بشارة أنه مهما اختلفت الأعمال والعوامل السابقة سيصل العامل إلى مرحلة تبدأ إنتاجيته فيها بالتناقص بعدها، وهذا يعني مشكلات في الأداء والمنتج أو الخدمة التي يقدمها، إضافة إلى أن إرهاق العامل عدة أيام ولو بإرادته يؤدي إلى غيابه عن العمل لأسباب صحية لاحقاً وهو ماجعل علم الإدارة يتطور من المدرسة العلمية التي تعد العامل أداة وتهتم فقط بالإنتاجية لتظهر مدرسة العلاقات الإنسانية والسلوكية التي تهتم بالنواحي الاجتماعية والنفسية والسلوكية للعامل حتى تتحسن إنتاجيته.
تقليل ساعات العمل.. هل يزيد الإنتاجية؟!
شاهد أيضاً
ما مرض كرون وما خطورته؟
شام تايمز – متابعة أشارت الدكتورة “يكاتيرينا كاشوخ” إلى أن مرض كرون هو التهاب …