بدايات كانت موفقة جمعت حولها السوريين في كل مكان في المدن والأرياف وحتى آخر قرية.. إذاعة كان يفتتحها بزق أمير البزق محمد عبد الكريم لتبدأ البث، مع نخبة لا تنسى من العمالقة من يحيى الشهابي وفخري البارودي إلى الدكتور صباح قباني مروراً بعادل خياطة وصولاً الى نهلة السوسو وفريال أحمد:
إذاعة كانت ملاذاً لكل المبدعين.
في «معكم على الهواء» أحب الجمهور المرحوم ناجي جبر وأعطاه أذنه استماعاً، حين كان يقدم برنامج «عطيني ادنك» ويغير صوته بطريقة مدهشة ليحل محله المرحوم عصام عبجي ووفاء موصلي في يومياتهما العائلية، ذلك البرنامج الذي تم تسجيله على خمسة «أشرطة» كاسيت، كان بسيطاً وناقداً بطريقة رائعة، نهال تلاوي تحتل زاوية من الذاكرة كزاويتها الطبية وجملتها الخالدة: (منرحب فيك دكتور)، حتى زاوية جوزيف بشور الرياضية كانت كثيفة وفيها أهم النتائج عند الحادية عشرة قبل الانطلاق للمدرسة حين يكون الدوام ظهراً..أما ما جعل اذاعة دمشق فريدة غير فيروز وأغانيها وغير موجزها وموسيقاه فهي الساعة الواحدة والربع، سورية كلها تضبط ساعتها الاثنين ظهراً على ظواهر الدكتور طالب عمران المدهشة وعلى حكم عدالة الكبير هائل اليوسفي الثلاثاء ومساعده الجميل ورائده هشام ومحاميه وائل، وعلى حكايا (أبو صياح) الأربعاء في حكواتي الفن.
العمالقة مخلص الورار وعمر عيبور وفريال أحمد وطالب يعقوب وروشان العلبي وسلوى الصاري كانوا كألوان قوس قزح يلونون حياة السوريين ويتواصلون معهم بكلمات بسيطة وأحاديث لطيفة تنبع من القلب وتصل للقلب.
إذاعة دمشق الوحيدة التي بدأت مشروع صوت فلسطين من دمشق وأثبتت أنها الوحيدة صوت فلسطين.. واليوم في خضم هذه الذكريات الجميلة نضم صوتنا إلى كل من يطالب أن نرى إذاعة دمشق في بث فضائي ونرى أرشيفها قابلاً للاستماع لقيمته ونرى لها تطبيقاً على الهواتف الذكية.

يسرى المصري