وتأتي هذه الأعراض في إطار “الحملة الدفاعية” التي يقوم بها الجهاز المناعي للجسم للقضاء على الفيروسات.

وعندما يصيب فيروس مثل فيروس كورونا خلية ما، يجبرها على استقبال الآلاف من الفيروسات الأخرى، إذ تتفاعل البروتينات التي على سطح الفيروس ببروتينات الخلية من خلال الالتصاق أو الامتصاص.

وبعد ذلك، تستنسخ فيروسات جديدة قبل أن تتحرر من الخلية المضيفة، لتنطلق لمهاجمة الخلايا الأخرى، وهذا ما يعرف بالتكاثر الفيروسي.

وبعد ذلك، يبدأ الجهاز المناعي بالدفاع، لتشتعل معركة بين الطرفين، ينتصر فيها الأقوى، فينتج جهاز المناعة مواد كيميائية تسمى البيروجين تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم.

وتساعد هذه الحمى على مكافحة الفيروس عن طريق إبطاء معدل التكاثر الفيروسي الذي يحتاج لدرجة حرارة جسم معتدلة للتكاثر، والحمى تبطىء ذلك.

وتستمر هذه الحرب بين الجهاز المناعي والفيروس لعدة أيام، وإن انتصر فيها الفيروس سيطر على الرئة أو الكلى أو الأعضاء المهمة وقد يتسبب في إتلاف عدة أعضاء بالجسم فيقتل صاحبها.

وفي حال انتصر جهاز المناعة، يقضي عليها أو يطردها من الجسم من خلال العطس أو السعال، فيخرج الفيروس بحثا عن بيئة حاضنة جديدة، وإن لم يجدها يموت في غضون ساعات في الهواء الطلق.

وفي حال استنشقه شخص تعلق بالخلايا التي تبطن الجيوب الأنفية، فيهاجمها ويستنسخ فيروسات جديدة، لتنكسر الخلايا المضيفة في الأنف.

وتنتشر الفيروسات الجديدة في مجرى الدم، حتى تصل إلى الرئتين والأعضاء الأساسية الأخرى، وهنا تبدأ معركة جديدة مع جهاز مناعي آخر.. وهكذا.