أتذكّر هذه الجملة لا لجماليةٍ مميزة فيها ولا لأنها ستضيف إلى عوالم النثر الشعريّ كلماتٍ خالدة بل لأننا في شهر شباط المحترم و«عيد الشئسمو» أقصد عيد الحبّ يقترب إلينا مثل أرنب يهرب من عواصف «المربعانية» ليتشمّس قليلاً تحت أشعة الحب المتوهج والمنداح في كل مكان. «بالله عليكم لا تقولوا لي إنّكم لا تشعرون بهذا الحب وتلك المحبّة في كل تفاصيل الحياة من حولنا».
أليس التصاقنا ببعضنا بعضاً عند الأفران وركوبنا على أكتاف الآخرين عند الصرافات الآلية وعلى نوافذ البيع في مؤسسات التجزئة وأثناء مجيء سيارة الغاز وجلوسنا في أحضان الركّاب في باصات النقل الداخلي وحشر أنوفنا في كل ما يجري في «موبايلات» الجالسين معنا في «السرفيس»… أليستْ كل هذه التفاصيل هي من دلالات وعلامات الحبّ والمحبّة التي لم يخطر على بال «ابن حزم الأندلسيّ» أن يذكرها لنا؟
ورغم أن الجميع حاولوا أن يُعرِّفوا هذا «الشو اسمو» لكنهم لم يجدوا له تعريفاً وافياً ربما لأننا نبحث دائماً عمّا ينقصنا، فلو أحببنا حقيقةً لانتفت الحاجة إلى صنع حروبٍ طاحنةٍ ما هي إلا تعويضٌ بائسٌ عن نقص الحب بدءاً من الحياة الزوجية مروراً بحياة الموظفين وصولاً إلى حياة الأمم.
أذكر أنني قلتُ مرّة لمجموعة من الأصدقاء الندامى -وأنا بكامل قواي العقلية تصوّروا- أليس الحبّ حلاً لكلّ ما نعانيه، ألا يخفف من الاكتئاب كالموسيقا، ويمتصّ خطايانا كاسفنجة سحرية، ويمسِّدُ أرواحنا وأجسامنا كماءٍ دافئ؟!، فنظروا جميعاً نحوي كأنني ارتكبتُ للتوّ خطيئة الخطايا، وقالوا بصوت واحد ونبرة ساخرة كأنهم جودي أبو خميس: «لأ ولوووووو… عم تمزح»!
جواد ديوب