اليوم أكثر من نصف مربي الدواجن خرجوا من حلقة الإنتاج وتربية هذا المرفق التغذوي المهم للمواطن, وفي وقت حساس يستوجب على الجهات المسؤولة أخذ ذلك بالحسبان منذ وقت طويل, وليس في الوقت الراهن بعد موجات الغلاء التي عصفت بكل شيء, فالجميع بدأ يعزف على سيمفونية غلاء الأعلاف بعيداً عن أي تدخل أو طرح أفكار قد تسهم في إيجاد مخارج تخفف من وهج ما يجري, وبقي المُنتج عاجزاً, والمستورد مكبلاً بسيل من التعقيدات الإدارية والإجرائية التي تقف سداً في وجه توريده لبعض السلع أو المواد تحت مبررات قد تؤدي في حال استمررنا فيها إلى كوارث فقدان أي مادة من الأسواق..!.
الآن مواد غذائية تباع بأسعار باهظة الأثمان, وكل ما أقدمت عليه الوزارة المعنية هو تسطير إجراءات من دون الخوض بغمار انعكاسات سياستها التسعيرية بعد الارتفاع الصاروخي لأسعار العملات الأجنبية مقابل الليرة, الجميع يعترف بأن هناك غلاء وارتفاعاً بالتكاليف ولكل سلعة أو مادة, لكن لا أحد فكر أو قام بعملية حسابية كيف ستصل هذه المادة إلى الأسواق المحلية, وما هي تكاليف أعبائها يا ترى..؟ وهل المستورد أو التاجر سيقدر على تأمين قيمها بالعملات الصعبة وعلى نفقته في ظل ما يجري من ارتفاعات ثقيلة؟ فلماذا كل هذا التغاضي وعدم المكاشفة وفتح ملفات سياسة التسعير التي يعتريها بعض الشوائب..؟ قد نجد مورّداً لبعض المواد اليوم, لكن ربما لا نجده غداً…!
طروحات قد تساعدنا في الوقوف على الأسباب بكل منطقية تجاه مسائل ضاغطة على حياة العباد!

هني الحمدان