نحن في بلداننا لا نستغرب هذا السلوك، فهو يشبه الكثير مما حصل عندنا خلال هذه الأزمة، لكن ما لا يشبه ما يحصل عندنا هو مراقبة سلوك هذا الشخص من قبل جهات معنية بمراقبة الأسواق ومن ثم تغريمه بمبالغ وصلت قيمتها إلى ملايين الدولارات، كعقوبة يستحقها هذا الشخص، وكل شخص يستغل البلاء الذي يصيب بلده لكي يزيد من ثروته!
هذا السلوك ليس هو الأبرز بين ما يصلنا عن طرق مواجهة وباء كورونا في الصين، فمقابل هذا السلوك هناك أطباء التحقوا بمشافي المنطقة المنكوبة كما الجنود الذين يلتحقون بقطعهم العسكرية من دون معرفة مصيرهم بعد لحظة دخولهم لمواقعهم. الأخبار القادمة من الصين تشي بأن شعب الصين تحول إلى ورشة عمل بلا انتظار مقابل، ومن لم يكن كذلك كانت في وجهه العقوبات الرادعة التي جعلته بلا شك من النادمين والمتحسرين على فعلتهم بعدما تحولوا من كاسبين للمليارات إلى دافعيها كضرائب وعقوبات، مثل حال صاحب الكمامات.
الجهات المعنية بمراقبة حركة الأسواق في الصين لم تشغلها كل حالة الاستنفار التي تعيشها الدولة لمواجهة الجائحة «كورونا»، وظل كل يتابع أعماله كما حصل مع الجهة المعنية بمراقبة الأسواق التي تمكنت من الوصول إلى بائع استثمر هذه الأزمة في دولة يفوق عدد سكانها المليار نسمة.
لكل دولة خصوصياتها، وليس من باب الإنصاف أن تقارن الصين بدول أخرى أقل منها قوة ونفوذاً، ولكن لا أدري لماذا ضغطت على مخيلتي بعض المقارنات: حيث كانت في رأس القائمة تلك الطرق المتوحشة التي تم التعامل بها مع حاجة الناس لسقف يأويهم خلال سنوات هذه الحرب، وكيف أصبحت الغرف المخصصة للمونة تعرض للإيجار على محتاجين بمبالغ خيالية، وكيف أقدم، ومازال، البعض على احتكار أي سلعة يعتقدون أن هذا يمكن أن يضاعف سعرها حتى لو كانت دواء أو غذاء، وكيف يتم التلاعب بالعملة وبلقمة العيش مقابل مضاعفة الأرباح..والقصة أنه لا أخلاق ردعتهم، ولا قوانين طالتهم!

يسرى ديب