قبل أسابيع قليلة، لم يكن يعرف الكثير عن فيروس “كورونا” الجديد، الذي بات اليوم مصدر ذعر بعد ارتفاع عدد ضحاياه في بلد المنشأ، الصين، وانتشاره في عدد من دول العالم.
وبلغ عدد قتلى الوباء الجديد في الصين 106، وفقا لما أعلنته السلطات، من بين أكثر من 4500 حالة إصابة بالفيروس الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي.
ودفع “كورونا” السلطات الصينية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية، أبرزها إغلاق مدن بأكملها في هوبي، المقاطعة الواقعة وسط البلاد التي تضم مدينة ووهان حيث بدأ تفشي المرض في ديسمبر من العام الماضي.
وبالأرقام، فإن عدد الحالات التي أعلنت الصين إصابتها بالمرض، بلغ 4515، منها 1771 إصابة اكتشفت فقط يوم الاثنين، بالإضافة إلى 8 إصابات في هونغ كونغ و5 في ماكاو، أما الوفيات، وعددها 106 على الأقل، فجميعها في مقاطعة هوبي.
ورغم غموض المرض وعدم وجود أدلة دامغة على مصدره حتى الآن، فإن خبراء الصحة الصينيين يرجحون أن الحيوانات تلعب دورا كبيرا في نشره.
وعلى المستوى العالمي، اتخذت الدول تباعا إجراءات وقائية لمنع دخول الفيروس إليها، لا سيما فيما يتعلق بالرحلات القادمة من الصين، بينما دخل العالم فيما يشبه حالة الطوارئ الصحية لمنع تحول المرض إلى وباء.
كما تتسابق الدول على سحب رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية وأسرهم من الصين.
لكن مع اتخاذ الإجراءات التي من شأنها وقف انتشار المرض، بدأت دول عدة إعلان رصد الفيروس القاتل لديها، وهي:
– الولايات المتحدة: 5 حالات.
– تايلاند: 8 حالات.
– أستراليا: 5 حالات.
– كوريا الجنوبية: 4 حالات.
– اليابان: 5 حالات.
– سنغافورة: 4 حالات.
– ماليزيا: 4 حالات.
– فرنسا: 3 حالات.
– تايوان: 3 حالات.
– فيتنام: حالتان.
– كندا: حالة واحدة.
– نيبال: حالة واحدة.
– ألمانيا: حالتان.
الصحة العالمية تعلّق
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، قوله الثلاثاء، إنه واثق في قدرة الصين على احتواء تفشي فيروس كورونا الجديد.
وذكرت الوكالة أن أدهانوم قال في اجتماع مع السلطات في بكين، إنه يوافق على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية حتى الآن لكبح انتشار الفيروس.
وقال أدهانوم أيضا إنه لا يؤيد إجلاء الرعايا الأجانب الموجودين حاليا في الصين، وحثّ الناس على التزام الهدوء.
فيروس “شيطان”
وصرح الرئيس الصيني شي جين بينغ الثلاثاء، أن بلاده تخوض معركة خطيرة ضد فيروس كورونا المستجد، الذي وصفه بأنه “شيطان” وتعهد بالشفافية في الجهود التي تبذلها الحكومة لاحتواء المرض.
وقال شي في لقاء مع مدير منظمة الصحة العالمية وفق ما نقلت وسائل إعلام رسمية: “الوباء شيطان، ولا يمكننا أن نتركه يختبئ”.
وأضاف “لطالما تبنت الحكومة الصينية موقفا منفتحا وشفافا ومسؤولا للكشف في أسرع وقت ممكن عن معلومات بشأن الوباء”، حسبما نقلت “فرانس برس”.
إصابتان في اليابان وألمانيا
كشفت السلطات اليابانية الثلاثاء أن رجلا لم يسافر مؤخرا إلى الصين أصيب بفيروس كورونا المستجد، على ما يبدو بعدما عمل كسائق لسياح قدموا من مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الوباء.
وقاد المصاب وهو في الستينات من عمره مركبات تحمل مجموعتين من السيّاح القادمين من ووهان في وقت سابق من شهر يناير ونُقل إلى المستشفى السبت حيث كان يعاني من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة.
وأعلنت السلطات الصحية في مقاطعة بافاريا الثلاثاء، أن أول مريض تأكدت إصابته انتقل إليه فيروس كورونا المستجد عن طريق العدوى من شخص آخر على الأراضي الألمانية.
وحسب حصيلة أعدتها وكالة “فرانس برس”، هذه أول إصابة عن طريق عدوى بين البشر على الأراضي الأوروبية، إذ إن المرضى الآخرين أصيبوا بالفيروس خلال إقامة في الصين.
تايلاند تسجل إصابات جديدة
وأعلنت وزارة الصحة العامة في تايلاند، الثلاثاء، أن ستة اشخاص آخرين جاءت اختباراتهم إيجابية في فحص فيروس كورونا الجديد، ما يرفع عدد المصابين في البلاد الى 14، حسبما نقلت “الأسوشيتد برس”.
وقال وزير الصحة سوخوم كانجانا بيماي الثلاثاء، ان الحالات الست كلها لسائحين صينيين من مقاطعة هوبي دخلوا تايلاند منذ عدة أيام، وهم من ووهان، بؤرة تفشي الفيروس.
وحالات الإصابة الجديدة هي لامرأتين وأربعة رجال، تتراوح أعمارهم بين 6 و60 عاما، وخمس من الحالات الست هي لأفراد من نفس العائلة.
الصين توصي مواطنيها بإرجاء سفرهم
وأوصت الصين التي تبذل جهودا جبارة لاحتواء انتشار وباء فيروس كورونا، الثلاثاء، مواطنيها بإرجاء خطط سفرهم إلى الخارج.
وقالت الإدارة الوطنية للهجرة في بيان “نوصي المقيمين” في الصين القارية “إرجاء موعد رحلاتهم التي لا ضرورة لها”، مذكرة بأن “خفض التنقلات عبر الحدود يساهم في السيطرة على الوباء”، حسبما نقلت “فرانس برس”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، إن طوكيو سترسل الثلاثاء، طائرة لإجلاء نحو مئتين من رعاياها.