مرّ عيد العناق مثل أعياد الشجرة والرفق بالحيوان والبقوليات، بالنسبة لأبناء العالم الثالث المشغولين بتأمين لقمة العيش من «تمّ» السبع، وفي كل مرة كانت شتلات الوحشة تكبر لتصبح غابة في صحراء جرداء.. برغم أن «العبوطة» لا تكلف شيئاً من ميزانيات الحكومات ولا تتطلب دراسات استراتيجية لأحوال البورصة والعملة الصعبة، إلا أن مدّ الأذرع وترك الرؤوس ترتاح على الأكتاف، بقي أمراً مستحيلاً جعل أرواح البشر تخسر أطناناً من هرمون «الأوكسيتوسين» الذي يجعلهم يتنفسون الصعداء ويبدؤون من جديد برغم النهايات غير السعيدة التي تصفعهم في كل مرة..
لو أن شركات الاتصال تخصص باقات مجانية للعناق، ولو أن المعنيين يناقشون إمكانية إدراج «العبوطة» على البطاقة الذكية أسوة بالغاز والمازوت، لانحلت نصف مشاكل البشر في هذه المرحلة.. يقول أصحاب القلوب المحطمة: إنهم مستعدون لدفع الضرائب لقاء كل «عبوطة» يمكن أن يحصلوا عليها.. وحتى يطمئن المعنيون أكثر، يمكنهم تركيب عدّادات على رؤوس الناس كي لا يسرفوا في صرف هرمون «الأوكسيتوسين» كيفما اتفق، وحتى لا تأخذهم «العبطة» فيتحولوا إلى «عبيطين» لا يعرفون ماذا يجري بالضبط!..
«العبوطة» أيها السادة، تحسّن الاقتصاد وتجعل الأرواح مبسوطة.. أما الأحزان فلا تبقى «ممطوطة».. عرفتوا كيف؟.

زيد قطريب