أعلنت سورية، وتعلنها بكل ثقة بذاتها وأصدقائها، أنها ستتجاوز كل تداعيات الحرب الظالمة المفروضة عليها, وأنها ستنتصر على الإرهاب الاقتصادي الموجه ضدها والمتضمن (عقوبات وحصاراً اقتصاديين مفروضين من طرف واحد أي أحادي الجانب وبشكل مخالف للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة), وسيتم هذا من خلال تعزيز إعادة الإعمار والبناء وترسيخ الحل السياسي والاستمرار في مكافحة الإرهاب, وانطلاقاً من هذا كان تركيز السيد رئيس مجلس الوزراء على ضرورة تطوير المنظومة الكهربائية واعتماد شعار: (الأمن الطاقوي لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي) وأن هذا يعد من أهم مرتكزات الأمن الوطني بأكمله, وأن الكهرباء هي الرافعة الأساسية للاقتصاد الوطني ومن المرتكزات الضرورية للحياة المجتمعية بأكملها, ومعروف أن أساس الأمن الطاقوي هو توفر السلعة النبيلة (الكهرباء)، وكلمة كهرباء هي كلمة فارسية مشتقة من كلمة (الكهرمان) وهو نوع من الأحجار الكريمة, ومن هنا كان هذا القطاع هدفاً للعصابات الإجرامية من عبث و تدمير وسرقة واعتداء …الخ, لكن كان الرد من القيادة السورية بزيادة الاهتمام في هذا القطاع، وكترجمة عملية تم إعداد استراتيجية هذا القطاع حتى سنة /2030/ متضمنة رؤية حالية لكيفية تعافي هذا القطاع وتفعيل عمل المنظومة الكهربائية ورؤية استراتيجية لتطويره من خلال تحسين الصناعة الكهربائية وزيادة الاعتماد على الطاقات المتجددة من كهروضوئية وكهرومائية وريحية وغيرها, وترافق هذا مع توجيه كريم هو أن كل متر مربع يحرر من الإرهاب تقدم له الخدمات مباشرة وفي مقدمتها تأمين الكهرباء والمياه والخدمات, وتسعى سورية لتحقيق ذلك من خلال الدول الصديقة والتوجه شرقاً حسب توجيه السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد وتعميق التعاون مع الدول الصديقة ولاسيما (إيران وروسيا والصين) وغيرها فلدينا من الأصدقاء ما يكفي, وهذه الدول تمتلك خبرات كبيرة في المجال الاقتصادي بشكل عام وفي قطاع الكهرباء بشكل خاص, وتأتي زيارة وزير الكهرباء الأستاذ محمد زهير خربوطلي إلى إيران بتاريخ 29/10/2019 ضمن هذا التوجه, حيث إنه تم خلال هذه الزيارة وضع الأسس العملية والعلمية لتطوير العلاقة الاقتصادية في هذا القطاع إلى مستوى العلاقات السياسية وعلى قاعدة (رابح – رابح) وأن ترقى العلاقات الاقتصادية إلى مستوى العلاقات السياسية والاستراتيجية, وقد تم توقيع الكثير من الاتفاقيات خلال هذه الزيارة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر في مجال (بناء محطات توليد وتطوير الصناعة الكهربائية والكابلات والمحولات والعدادات الإلكترونية الذكية وتأمين قطع التبديل وتوطين الصناعة الكهربائية وترميم المنشآت التي دمرتها العصابات الإرهابية الكافرة التكفيرية واستكمال المشاريع الكهربائية قيد التنفيذ وبناء مشاريع جديدة وتأسيس شركات مشتركة واستكمال الربط الكهربائي بين سورية وإيران والعراق إضافة إلى التعاون في المجال الفني والمالي وتبادل الخبرات بين البلدين وتشكيل لجان مشتركة لمتابعة كل هذه الموضوعات…الخ), وهذا سيفتح آفاقاً جديدة وواسعة أمام سورية في هذا القطاع المهم وسيساعدنا في تأمين الاكتفاء الذاتي والأمن الطاقوي والاقتصادي, وهنا تجدر الإشارة إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية قدمتا كل الدعم الاقتصادي لسورية, وأن ايران قدمت سابقاً قرضاً ائتمانياً لسورية لتأمين احتياجاتها من السلع الضرورية لمواجهة الحرب والإرهاب الاقتصادي المفروض عليها, وكل هذا يؤكد أن محوري المقاومة ومكافحة الإرهاب قادران على تحدي الإدمان الأمريكي في فرض الإرهاب الاقتصادي, وأن هذا التعاون سيؤدي إلى نتائج إيجابية لكلا البلدين والشعبين.
آ.د. حيان أحمد سلمان